ما حذر منه حقوقيون ونشطاء مدنيون بشمال المغرب، أصبح أمرا واقعا في هذه الأيام الأخيرة، ويتعلق الأمر بارتفاع كبير للهجرات السرية من سواحل شمال المغرب نحو سواحل جنوب إسبانيا، حيث أصبح القوارب تنطلق لهذا الغرض بشكل يومي تقريبا.
وكشف نشطاء من شمال المغرب لـ”الصحيفة”، أن سواحل عمالة المضيق الفنيدق، وسواحل إقليم تطوان، وسواحل إقليم الحسيمة، تشهد أكبر معدلات الهجرة السرية هذه الأيام، حيث تنطلق منها قوارب الموت كل ليلة وكل صباح في ساعاته الباكرة.
وأضاف النشطاء، بأن الوضع في سواحل شمال المغرب أصبح بما يُشبه “هياج” الهجرة السرية، حيث أصبح أغلب الشباب الذين يعانون من البطالة والعطالة والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، يفكرون جديا الآن في الهجرة إلى الضفة الإسبانية ويقدمون على محاولات للهجرة والمخاطرة بحياتهم بشكل يومي.
وفي هذا السياق، تمكنت البحرية الملكية المغربية أمس الخميس من اعتراض أكثر من 20 شخصا قبالة سواحل طنجة كانوا يتجهون نحو إسبانيا على متن قارب، كما تم اعتراض 27 أخرين أمس الخميس أيضا قبالة سواحل الحسيمة.
وكشفت وكالة الانباء الإسبانية غير الرسمية “أوروبا بريس” اليوم الجمعة، أن البحرية الإسبانية تمكنت من انقاذ 56 مهاجرا جلهم مغاربة قرب جزيرة البوارن المقابلة لسواحل ألميريا، أبحروا على متن قارب من أحد سواحل إقليم الحسيمة في الليلة الماضية.
وقبل هؤلاء، كشفت الصحافة الإسبانية، أن سواحل قادس استقبلت العشرات من المهاجرين المغاربة الشباب الذين أبحروا من سواحل شمال المغرب على متن قوارب متفرقة، مشيرة إلى أن أعداد المهاجرين السريين الذين يصلون إلى السواحل الاسبانية بدأ في الارتفاع من جديد.
وسبق أن حذر مرصد الشمال لحقوق الإنسان الذي ينشط في شمال المغرب من حدوث موجة كبيرة للهجرة السرية من شمال المغرب إلى جنوب إسبانيا، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي أصبح بعيشها الآلاف من الشباب المغاربة بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
وبالرغم من هذا “الهياج” الكبير للهجرة السرية في شمال المغرب، إلا أن السلطات المغربية لا يبدو أنها تأخذ ما يجري على محمل الجد، وليس هناك إشارات لإيجاد حلول سريعة لوقف نزيف هجرة الشباب إلى أوروبا، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات بخصوص هذا الأمر.