بعدما كان فيروس كورونا المستجد، هو المسيطر في أحاديث الشارع المغربي، أصبح اليوم، اللقاح الذي أعلنت السلطات المغربية عن قرب انطلاق عملية تلقيحه للمغاربة ضد كوفيد 19، هو حديث الساعة، بين مُشكك في اللقاح، وبين من يأمل أن يكون هو بداية النهاية لـ”كابوس فيروسي” جثم على قلوب المغاربة والعالم لما يقرب عن سنة كاملة.
وحسب ما قاله وزير الصحة المغربي، خالد آيت الطالب، في تصريح لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” في الأيام القليلة الماضية فإن “المغرب يبذل قصارى جهده لبدء حملة التطعيم في منتصف شهر دجنبر القادم، آملا أن تكون الفترة الزمنية قصيرة جدا ولا تتجاوز ثلاثة أشهر، وأن تشمل 80 في المائة من الأشخاص فوق 18 عاما”.
وأضاف خالد آيت الطالب في ذات التصريح “إذا تمكنا من بلوغ العتبة المستهدفة المتمثلة في 80 في المائة، حتى لو كانت هناك حالات إصابة، فسيختفي الفيروس تلقائيا، وبهذا نكون قادرين على تحرير أنفسنا من هذه الأزمة الوبائية التي لها تأثير قوي على الاقتصاد وعلى جميع القطاعات الأخرى التي تعاني حاليا”.
تصريحات وزير الصحة المغربي، وعدد من المسؤولين المغاربة، كلها تصب في أن حملة تلقيح واسعة ستنطلق في المغرب في الأيام المقبلة، لتشمل كل الأشخاص الذين يفوق عمرهم 18 سنة، والهدف هو تغطية 80 في المائة من المواطنين المغاربة البالغين على مستوى كافة التراب الوطني.
ويُلاحظ إلى حدود اليوم، مع اقتراب موعد انطلاق عملية التلقيح، عدم وجود معلومات واضحة وكافية حول عملية التلقيح التي ستستهدف 80 بالمائة من المواطنين المغاربة، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى طرح عدد من الأسئلة، أبرزها، هل هو لقاح آمن؟ وهل سيكون إجباريا أم اختياريا؟.
ووفق تصريحات المسؤولين المغاربة، فإن لا أحد تحدث عن إجبار المواطنين على أخذ اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، لكن في ذات الوقت، يُلاحظ عدد من المتتبعين لهذه القضية، أن اللغة التي يتحدث بها المسؤولون تشي وكأن اللقاح سيتم فرضه على المواطنين “بطرق مباشرة أو غيرها”، خاصة أن السلطات المحلية في عدد من المناطق في المغرب بدأت في إحصاء المواطنين من أجل تلقيحهم.
وحسب تصريحات عدد من المواطنين لموقع “الصحيفة”، فإن نسبة كبيرة من المواطنين المغاربة، يُداخلهم الشك في اللقاح، خاصة بعد انتشار عدد من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، تُحذر من تعاطي اللقاح لما له من آثار سلبية خطيرة على صحة الإنسان، وذهب البعض إلى تداول أخبار عن وقوع ضحايا للقاح “سينوفارم” الصيني الذي سيستعمله المغرب، خاصة في البرازيل، حيث فارق الحياة شخص بعد تطعيمه باللقاح الصيني.
كما عبر عدد من المواطنين عن خوفهم من إجبارهم على تلقي اللقاح، سواء بطرق مباشرة من طرف السلطات المحلية، أو بطرق غير مباشرة، عن طريق بربط اللقاح بإجراءات أخرى ستفرض على المواطنين قبول اللقاح تفاديا لعرقلة سير حياتهم، خاصة أن هناك من يتحدث عن ربط اللقاح بالسفر وأمور أخرى.
لكن بالمقابل، فإن السلطات الصحية في المغرب، وعدد من المتفائلين باللقاح الصيني، يرون أن اللقاح الصيني يبقى هو الأكثر فعالية مقارنة باللقاحات العالمية الأخرى، نظرا لتجربة الصين الكبيرة مع فيروس كورونا، ولنجاحها في تجاوز الأزمة الوبائية بها، مؤكدين على أن اللقاح سيعمل على تجاوز أزمة كورونا في المغرب وتداعياتها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
ومع اقتراب موعد حملات التلقيح داخل المملكة المغربية، يشتد النقاش والجدال بشكل أكبر في أوساط المواطنين المغاربة بشأن اللقاح الصيني، الأمر الذي يتوجب – حسب عدد من المتتبعين – على السلطات والمسؤولين المغاربة والخبراء في المجال الصحي، للخروج بتوضيحات كافية للمواطنين وترك اختيار قبول اللقاح لهم وعدم فرضه عليهم بأي طريقة كانت.