يعيش المغرب حالة “سريالية” مع وباء كورونا، فهو البلد الذي كان قبل أشهر يتغنى بانتصاره على هذا الوباء وتفاديه لأسوأ السيناريوهات المرعبة، وهو البلد نفسه الذي يغرق الآن في براثين كورونا ويُصبح من أكثر البلدان العالمية تسجيلا لإصابات كورونا بمعدلات كبيرة كل 24 ساعة.
ويظهر هذا الانقلاب الصادم والسريع في وضعية الوباء في المغرب، بملاحظة أرقام المملكة مقارنة بدول العالم، وخاصة في القارة السمراء إفريقيا، حيث قفز من المرتبة السادسة إلى المرتبة الثانية في ظرف أسابيع معدودة، ليصبح خلف جنوب إفريقيا كأكثر بلد إفريقي تسجيلا لإصابات كورونا.
ووفق الموقع العالمي المتخصص في إحصائيات كوفيد 19 في العالم “World Meters” فإن المغرب يتواجد الآن في المرتبة الثانية في القارة الإفريقية بـ115 ألف و241 إصابة بكورونا، متجاوزا مصر التي تراجعت إلى المرتبة الثالثة بـ102 ألف 625 إصابة، في حين تتصدر جنوب إفريقيا بلدان القارة بـ668 ألف و529 إصابة.
المثير في الأمر، أن مصر قبل أسابيع قليلة، كامت تبعد عن المغرب بآلاف الإصابات، وكان يبدو تجاوزا أمرا بعيد التحقق، إلا أن الوضع الوبائي الذي شهد ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات في المغرب، أدى إلى تجاوز مصر، وقد يتجاوز المغرب حتى جنوب إفريقيا إذا استمر الوضع في هذا الارتفاع.
ويُعتبر المغرب وجنوب إفريقيا هما الأكثر تسجيلا لمعدلات مرتفعة من إصابات فيروس كورونا المستجد في القارة السمراء، بمعدل يفوق 3 آلاف حالة في اليوم بجنوب إفريقيا، وبمعدل يفوق ألفي حالة في المملكة المغربية، في حين لا يتجاوز المعدل بضعة مئات في بلدان أخرى.
أما على الصعيد العالمي، فإن الإحصائيات تشير إلى أن ترتيب المغرب أصبح 31 عالميا ضمن البلدان المسجلة لإصابات فيروس كورونا، وقد تجاوز بلدان كانت بالأمس القريب من أكثر البلدان تسجيلا للإصابات، مثل الصين واليابان بلجيكا وهولندا وبانما.
ورغم هذا الارتفاع الكبير في معدلات الإصابة اليومية في المغرب، إلا أن وزارة الصحة المغربية لازالت تُؤكد على أن الوضع الوبائي داخل تراب المملكة متحكما فيه ولا يدعو للقلق، في حين يتساءل الكثير من المتتبعين إلى متى سيستمر هذا الوضع “غير المقلق”.