تعود حقول الفراولة في إقليم الأندلس لاستقبال الآلاف من العاملات الموسميات المغربيات ابتداء من هذا الأسبوع، بعد 6 أشهر على انتهاء أزمة بقائهن عالقات على الأراضي الإسبانية نتيجة إغلاق الحدود بسبب جائحة كورونا، حيث يُنتظر أن تصل أول دفعة منهن والمكونة من 500 سيدة بعد اجتيازهن للفحوصات الطبية اللازمة.
ويتوقع أن تصل المجموعة الأولى يوم غد الأربعاء على متن رحلة بحرية تربط بين ميناء طنجة المتوسطي وميناء الجزيرة الخضراء، قبل أن يتم نقلهن عبر الحافلات إلى منطقة “ويلبا” التي تضم حقول الفراولة والفواكه الحمراء، لكن السلطات الإسبانية والجهات المشغلة هناك فرضت عليهن أولا الحصول على فحص PCR الذي يثبت عدم حملهن لفيروس “كوفيد 19”.
والسيدات الـ500 اللواتي سيصلن إلى إسبانيا لسن سوى أول مجموعة من العاملات الموسميات المشاركات في المرحلة الأولى من العمل في حقول الفراولة، والتي تتكون من أكثر من 4000 عاملة سيصلن تواليا خلال الأسابيع المقبل، وفق ما كشفت عنه الجهات المشغلة لوكالة الأنباء الإسبانية الرسمية “إيفي”، وهو العدد الذي سيصل إلى 14 ألف امرأة عند إتمام جميع مراحل الموسم الفلاحي.
وتأتي عملية استقبال العاملات الموسميات على الأراضي الإسبانية هذه المرة في ظرف دقيق يتسم باستمرار اعتماد الإجراءات المشددة على العابر الحدودية نتيجة تفشي فيروس كورونا، وهي العملية الأولى من نوعها بعد الأزمة التي خلفتها الجائحة العام الماضي، حين وجدت أكثر من 7000 سيدة مغربية أنفسن عالقات على التراب الإسباني بسبب قرار الرباط إغلاق الحدود منذ منتصف مارس.
وتسبب هذا الوضع في تبعات قانونية واجتماعية، وذلك جراء انتهاء تأشيرة وعقود عمل السيدات العاملات في حقول الفواكه الحمراء واضطرارهن للتكدس في مساكن ضيقة تهدد بانتقال العدوى فيما بينهن، بالإضافة إلى تحملهن تكاليف معيشتهن في إسبانيا بواسطة الأموال التي وفرنها خلال فترة عملهن، الأمر الذي استدعى تدخل الحكومة الإقليمية في الأندلس والمركزية في مدريد لإقناع الرباط بالعمل على إعادتهن.
ولم تنته أزمة العاملات الموسميات العالقات إلا في أواخر يوليوز من العام الجاري، حين انطلقت سفينة من ميناء ويلبا نحو ميناء طنجة المتوسطي وهي تحمل 700 امرة هن آخر العالقات فوق الأراضي الإسبانية، وذلك بعد أكثر من 7 أشهر من تواجدهن هناك، وهي العملية التي تمت بعد إخضاعهن جميعا للفحص الذي يثبت خلوهن من الفيروس.