lwatan.com
أحيانا تعتبر السخرية من الأدوات النقدية المهمة في فضح خبايا الأشياء…
لكن دعونا هنا، بعيدا عن السخرية، أن نوضح أنه واهم من يعتقد بأننا ونحن نعري حقيقة خطاب الشيخ فإننا بذلك نهاجمه كشخص… لا أبداً…
إن الشيخ العمري هو جزء من خطاب ايديولوجي مشرقي عروبي استغل الدين للقضاء على الهويات المحلية، ليس في شمال أفريقيا وحسب بل في مختلف اصقاع البلاد التي تمكن من الوصول إليها…
وبالتالي فهذا الصراع بدأ منذ زمن الغزو الأموي وما تبعه من قتل وسبي ونهب لسكان تامزغا… لتأتي لاحقا سياسة تعريب صارمة أرادت أن تغير هوية وثقافة المنطقة بكاملها… ثم بعدها برز التيار الإخواني، والوهابي السلفي ليستكمل المسير…
إن حضور الشيخ لإمزورن هو استمرار لهذه السياسية… لهذا التفكير الذي يحمل في طياته كل الوسائل بما في ذلك تلك المغلفة بالدين من أجل إبادة الهوية الحقيقية لهذه الارض…
و هذا بالضبط ما كشف عنه من قبل حين قال في فيديو له أنه لا جدوى من تدريس الأمازيغية… وأنه لا وجود لأي آفاق من جعل الأمازيغية مادة تُلقَّن للتلاميذ في المدارس، وأنها لغة غير متجانسة.
كيف تريدون منا أن نصمت على الكلام ونبلع لساننا ونحن نراه يطأ مدينة إمزورن بمظلة الدين… ليخاطب في الناس وهو بالأمس القريب استرخص عليهم تدريس وتعليم لغتهم… بل ونعتهم، استصغاراً كعادته، بتلك الصفة القدحية… الشلوح…
لن نقبل أبدأ من أي كان أن يقصي لغتنا وهويتنا في أي مكان كان فيه في مغربنا وبالأحرى إن كان بين ظهرانينا…
لن يعمينا أسلوب الشيخ المغلف بالوعظ والإرشاد… ولا كلماته التي يختارها بعناية من المرجعية الدينية مستغلا سذاجة الناس وحسن نيتهم… عن فضح خبايا خطابه وأسسه الفكرية والإيديولوجية التي يغرفها من المشرق العربي…
لذلك فالمسألة ليست مسألة دين ووعظ وإرشاد… القضية فيها محاولة خفية ودنيئة لمحو الشخصية الأمازيغية بأبعادها الثقافية واللغوية والحضارية…
وكمثل كل انتهازي كان لابد له أن ينهي غزوته في إمزورن بالضرب تحت الحزام وهو يطلب من الحاضرين التمسك بوحدتهم الوطنية في تلميح خسيس لتهمة تجول في خاطره… ورفض التفصيل فيها…
لذلك من يريد أن يصغّر الأمر ويجعل منه مجرد حسد وتحامل شخصي ضد الشيخ أو ضد الدين فهو إما واهم وإما متواطئ مع نفس تفكير استاذ اللغة الفرنسية…
الموضوع أكبر من ذلك بكثير… الموضوع هو استشراء الفكر العروبي المشرقي واصراره على التغلغل في مناطق، كانت إلى عهد قريب محصنة ومرتبطة بهويتها ولغتها، من اجل القضاء على الهوية واللغة الأمازيغية في حضن أهلها… إن لم يكن باستعمال الدين وكلام الله فباستعمال الخسة والدناءة والقذف بتهمة الانفصال…