أنمون: الأناضول
سعادة غامرة، يشعر بها المسلمون في إيطاليا، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، تعوضهم ولو قليلاً، من اللحظات المؤلمة التي عاشتها البلاد، عقب تفشي فيروس كورونا.
إلا أن الفرحة لم تكتمل، في ظل عدم قدرة المسلمين على التجمع وإحياء شعائر شهر الصيام، بسبب التدابير المتخذة لمكافحة تفشي الفيروس.
وقال الإمام عز الدين الزير، المقيم في مدينة فلورنسا الإيطالية، إن أبناء الأقلية المسلمة استقبلت شهر رمضان بكثير من الفرح والابتهاج رغم الظروف العصيبة والأزمة التي تمر بها البلاد.
وأضاف الزير لمراسل الأناضول، أن المسلمين في إيطاليا ينتظرون عادة حلول شهر رمضان المبارك طوال العام من أجل التلاقي وأداء العبادات معًا.
وأكد أن شهر رمضان فضلًا عن أنه شهر الصيام، إلا أنه يمثل قيم التعاضد والتكاتف الاجتماعي من خلال الجلوس على نفس المائدة، والإفطار وأداء العبادات بشكل جماعي.
وأردف: ولكن الآن بسبب كورونا، نلتزم المنازل ونقوم بأداء صلواتنا فيها.
وأستدرك: “كما نحاول التواصل بواسطة الوسائل التكنولوجية. هذه الطريقة جيدة بطريقة ما، لكنها تفتقر في الواقع إلى البعد الإنساني.
وحول مدى تأثر المسلمين في فلورنسا بفيروس كورونا، قال الزير: “أستطيع القول إن وضع المسلمين في فلورنسا وتوسكانا جيد والحمد لله، لكن ولسوء الحظ، هناك أكثر من 100 متوفى من أبناء الأقلية المسلمة في لومباردي”.
وأضاف: “كما لا بد أن أتقدم بالكثير من الشكر للعديد من رؤساء البلديات وحكام الولايات الذين ساعدونا في العثور على أماكن لدفن الأشخاص الذين فقدوا حياتهم جراء الفيروس”.
– أملنا أن نحتفل بعيد الفطر في ميلانو
يحيى بالافيشيني، رئيس منظمة المجتمع الإسلامي الإيطالي (كوريس)، قال إن شهر رمضان المبارك يشكل فرصة لعودة العبد إلى ربه والصلاة والعبادة.
وأعرب بالافيشيني لمراسل الأناضول عن تمنياته بأن تغمر بركات شهر رمضان العائلات الفقيرة والمرضى.
ولفت إلى أن المسلمين لم يستطيعوا التجمع في المساجد وإقامة العبادات معًا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب بإغلاق جميع الأماكن العامة بما في ذلك المساجد.
وأوضح أن أبناء الأقلية المسلمة عملت خلال هذه الفترة على الالتزام بالتدابير التي اتخذتها الجهات الرسمية لمنع انتشار كورونا، والاهتمام بصحتهم العامة، وأقاربهم وأصدقائهم.
وأضاف بالافيشيني إلى أن أبناء الأقلية المسلمة مدوا يد العون لعائلات الأشخاص الذين فقدواهم حياتهم بسبب الفيروس وذلك بالتعاون الكامل مع المسؤولين، مشيرًا أن معظم تلك الحالات كانت في مدن الشمال الإيطالي.
وأعرب عن أمله في أن يتمكن أبناء الأقلية المسلمة من إقامة موائد الإفطار معًا في نهاية شهر رمضان، عند تخفيف الإجراءات المتوقع في بداية مايو/ أيار المقبل.
– توصيل المساعدات اللازمة لأكثر من 100 أسرة
وقال مسؤول ميلانو للشؤون الدينية بالاتحاد التركي الإسلامي (DİTİB)، يوسف أوزيل، إن خيم الإفطار في ميلانو كانت تعج بالصائمين في السنوات الماضية.
وأضاف أوزيل لمراسل الأناضول: للأسف هذا العام لم نستطع تنظيم خيام رمضانية وموائد إفطار بسبب التدابير المتخذة لاحتواء جائحة كورونا المستجد، لاسيما وأن إيطاليا تعتبر إحدى الدول الأكثر تضررًا جراء انتشار الفيروس.
وأشار إلى أن إدارة الشؤون الدينية بالاتحاد التركي الإسلامي تواصل هذا العام أنشطة المساجد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدًا بالجهود التي قدمها أبناء المسلمين من أجل مساعدة المتضررين جراء كورونا.
وأضاف أن إدارة الشؤون الدينية بالاتحاد التركي الإسلامي من جهتها، تمكنت من الوصول إلى أكثر من 100 أسرة متضررة جراء كورونا وقدمت المساعدات اللازمة لهم، في عموم إيطاليا.
وتحتل إيطاليا المرتبة الثالثة بعدد الإصابات حول العالم، بعد الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، بــ 207 آلاف و428 إصابة، حتى ظهر السبت.
فيما تسجل المرتبة الثانية بعدد الوفيات بعد الولايات المتحدة الأمريكية، بـ 28 ألفا و236 وفاة، حتى مساء الجمعة.