أنمون / رشيد احساين
كشفت مصادر خاصة أن التدبير المفوض للنفايات المنزلية الصلبة من خلال شركات ، أضحى مجالا خصبا للتلاعبات ويسيل لعاب الكثيرين من القيمين على القطاع ،مشيرا إلى أن المجال أضحى متسخا وتنبعث منه روائح فساد ، أكبر من روائح النفايات وأضحى دجاجة تبيض ذهبا بالنسبة للبعض .
وأرجعت مصادرنا العليمة بالميدان أسباب إنتشار الأزبال وحجمها المتفاوت من جماعة إلى أخرى بالمملكة ، إلى الرشوة ، مفيدة في الصدد أن إرتفاع حجم رشاوى بعض الشركات المتخصصة يكون إحدى العوامل المعيقة لعملها ، والتزاماتها المحددة في كناش التحملات .
وزادت ذات المصادر الغير راغبة في الكشف عن هويتها، بأن شركات عملاقة وعالمية نجحت في مهامها بالعديد من البلدان والمدن المغربية خصوصا بالكبرى منها وذات الكثافة السكانية ، في حين فشلت في وفائها بالتزاماتها بجماعات صغيرة كما هو حال الناظور وبني أنصار وأزغنغان ومن قبلهم جماعة سلوان و العروي وقروية أركمان، التي سبق وأن رفضت الانخراط في التدبير المفوض لقطاع النفايات .
فالنجاح والفشل يتعلق بعوامل متعددة ومتداخلة ،على رأسها العنصر البشري وطريقة تعاملاته وثقافته ،قبل الإمكانات المادية للشركات المكلفة بتدبير القطاع بالرغم من أهميتها ، وبالتالي ( تقول ذات المصادر ) وجب توخي الحدز وعدم الإنسياق وراء التبريرات ، والعمل على المتابعة اليومية لعمل عمال الشركات والتي غالبا تكون مرتبطة بتوجيهات وتعليمات ، والعمل على نهج أسلوب التقاضي ، فثقافة التقاضي غائبة لدى الغالبية ، فالمواطن الذي يؤدي ظرائب النظافة كواجب ، له بالمقابل حقوق مقابل الواجب يجب عليه أن يتمسك بها .
وأكدت ذات المصادر أن المسؤلية مشتركة ،بخصوص موضوع متشعب ، داعيا إلى تحمل المجتمع المدني المعني بالأخص بالبيئة لمسؤولياته كاملة ، وضمنها الكشف عن التلاعبات ومراسلة لجان التفتيش والمراقبة وأن يترافع عن مختلف القضايا المتعلقة بالبيئة إلى جانب التوعية والتحسيس.
وضمن ذات السياق أشار حليم فوطاط الشاغل لمنصب رئيس مجلس حضرية بني أنصار،رئيس مؤسسة التعاون بين الجماعات “الناظور الكبرى” ،إلى فشل شركة “أفيردا”المفوض لها تدبير النفايات المنزلية الصلبة ، في أدائها لمهامها ، بعد السخط العارم الحاصل لدى ساكنة الجماعات الثلاث ، دون أن يشير إلى العوامل الحقيقية المتحكمة في فشل شركة لها وزن وصيت دولي خصوصا ببلدان الشرق الأوسط ، دون إستثناء الدار البيضاء ومدن مغربية أخرى تتكفل الشركة بتدبير نفاياتها.
من جهة أخرى لم يعمد فوطاط ومن قبله حوليش رئيس حضرية الناظور ، على الكشف عن تجاوزات ذات الشركة وتخلفها عن وفائها بالتزاماتها المضمنة بكناش التحملات، والذي يهم الآليات ونوعيتها خصوصا وأن الشركة كانت تستغل في نقل النفايات شاحنات مفتوحة السطح ، وغير مجهزة ، وإنقطعت لسنين عن غسل الحاويات والشاحنات ،ولم تعمد إلى تعويض الحاويات التي تعرضت للتلف، وغيرها من الأمور الحافظة لصحة المواطنين والمخففة من روائح النفايات، كما لم يعيرو أنفسهم خلال خرجاتهم الإعلامية عناء الإعلان عن الإجراءات التأديبية المتخذة في حق الشركة “الفاشلة ” على حد تعبيرهم.