لازالت رسائل بريد هيلاري كلينتون المتعلقة بفترة اشتغالها كوزيرة للخارجية الأمريكية في إدارة باراك أوباما، والتي تم رفع السرية عنها بأمر من إدارة ترامب، أمس السبت، في إطار التحقيقات الفيدرالية التي تتهم هيلاري باستخدام خاص لرسائل البريد الحكومية، تكشف عن الكثير من المعطيات والمعلومات التي لها علاقة بتحركات وزارة الخارجية الأمريكية خاصة بين 2009 و 2013.
ومن بين الرسائل التي توصلت بها هيلاري كلينتون في 18 أكتوبر 2010، والتي تم الكشف عنها، هي رسالة مُرسلة من طرف “هما عابدين” التي كانت تشغل منصب نائبة الموظفين في وزارة هيلاري كلينتون ومساعدة للأخيرة، وتتضمن الرسالة تقريرا خبريا نشرته وكالة الأنباء أسوشيتد بريس الأمريكية صادر من القدس.
ويتعلق الخبر بما نشرته الوكالة المذكورة عن أحد مساعدي الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، الذي قال بأن ملك المغرب (محمد السادس) لن يلتقي برئيس إسرائيل بسبب الجمود في محادثات السلام في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضاف التقرير الخبري، بأن مساعد الرئيس الإسرائيلي قال أن الملك محمد السادس رفض اللقاء مع شيمون بيريز مستشهدا بالمحادثات المتعثرة نتيجة رفض اسرائيل إيقاف الاستيطان في الضفة الغربية، ورفض الفلسطينيين التفاوض إذا لم تتراجع إسرائيل عن ما تفعله وأمهلوا الولايات المتحدة حتى أوائل نوفمبر لمحاولة حل النزاع.
وقال التقرير أن شيمون بيريز إذا لم يلتقي بالملك محمد السادس، فإنه لن يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط و شمال أفريقيا الذي كان سيُجرى في مراكش في ذلك العام. وهنا تنتهي الرسالة دون أي إضافة من صاحبته.
ويتضح من خلال هذه الرسالة، أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، كانت تتابع التطورات والأحداث الجارية بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويبدو أن إرسال مساعة هيلاري كلينتون هذا التقرير الإخباري لها، يدخل في إطار هذه المتابعة.
كما تُؤكد هذه الرسالة من جانب آخر، المواقف الثابتة للملك المغربي محمد السادس، الذي يرفض أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل أو أي لقاء مع مسؤول إسرائيلي، في حالة إذا لم يكن هناك توافق مبدئي مع الفلسطينيين وإيقاف التوسع الاستيطاني الاسرائيلي.
وتأكدت هذه المواقف بعد هذا الحدث عدة مرات، حيث رفض الملك محمد السادس أواخر العام الماضي لقاء بنيامين نتنياهو الذي سعى للقيام بزيارة إلى المغرب للقاء الملك، إلا أن تقارير إعلامية دولية، أكدت رفض الملك استقبال نتنياهو في المغرب.