مندوبية السجون “تُخَوِّن” المتحدثين عن وضع الزنازين الانفرادية متجاهلة تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان

8 يناير، 2021 - 19:40 الأخبار الوطنية تابعونا على Lwatan

لم تكتف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، التي يوجد على رأسها محمد صالح التامك، في بيانها الصادر اليوم الجمعة للرد على حديث زوجة الصحافي سليمان الريسوني بخصوص تواجده في زنزانة انفرادية غير متوفرة على التهوية أو منفذ لضوء الشمس، (لم تكتف) بنفي هذه المعطيات كتابيا كما جرت عليه العادة سابقا، بل مضت أبعد منذ ذلك حين ربطت انتقاد وضعية السجون بالتآمر على المغرب، متجاهلة أن الوضعية الكارثية للزنازين الانفرادية سبق أن رصدها المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

وفي بيانها الموقع من طرف مدير السجن المحلي عين السبع 1، الشهير بـ”عكاشة”، تحدثت المندوبية عن كون زنزانة الريسوني التي قالت إن مساحتها 8 أمتار مربعة، تتوفر على كافة الشروط الصحية من إضاءة وتهوية ومرفق صحين بالإضافة إلى تجهيزها بمغسلة وجهاز تلفاز، موردة أن إيداعه الزنزانة الانفرادية كان “بطلب منه”، وأنه “لم يسبق له أن تقدم لإدارة المؤسسة بأي شكاية بخصوص ظروف إقامته بالغرفة المخصصة له”.

لكن المثير في البيان هو “الخلاصات” التي جاءت فيه انطلاقا من تُهم تكفلت بتوزيعها على نشطاء حراك الريف ومجموعة من الصحافيين القابعين في السجون، فبالنسبة للمندوبية يتعلق الأمر بـ”حملة ممنهجة” يقودها أفراد من عائلة الريسوني وغيرهم، مشيرة إلى أن محاولتهم ربط وضعيته داخل السجن بوضعية ناصر الزفزافي “تكشف عن مختلف الارتباطات القائمة بين عدد من الأقلام المأجورة والتي تنسجها وتحركها جهات ترمي إلى المس بصورة البلد”، على حد تعبيرها.

وبالإضافة إلى تجاوز المندوبية لدورها الإداري ورسمها لسيناريوهات “مؤامرة” بين صحافي معتقل بتهمة جنائية وبين ناشط في حراك الريف محكوم عليه بالسجن النافذ لعشرين عاما على خلفية احتجاجات كانت ترفع مطالب اجتماعية واقتصادية وحقوقية، فإنها أيضا تحدثت عن “ترويج وقائع مختلقة ترمي من خلالها إلى إيهام الرأي العام بوجود ظروف اعتقال غير صحيحة بهذه المؤسسة السجنية”.

وكعادتها، لم تقدم مندوبية السجون أي سند ملموس لحديثها عن “جودة الحياة” داخل الزنازين الانفرادية في المؤسسات السجنية، غير أنه في المقابل سبق لمؤسسة حقوقية رسمية، وهي المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن وثقت، بعد زيارة وفد منها لسجون “تيفلت 2″ و”تولال 2″ بمكناس و”رأس الماء” بفاس و”عين عائشة” بتاونات وسجني تازة وكرسيف، الحالة الكارثية التي تغرق فيها العديد من الزنازين.

وعقب الزيارة التي جرت يومي 7 و8 نونبر 2019، والتي نسق عملها رئيس اللجنة الدائمة المكلفة برصد انتهاكات حقوق الإنسان بالمجلس وطبيب شرعي، خلص المجلس إلى أن وضع العديد من الزنازين الانفرادية “غير إنساني”، إذ جاء في تقريره أن الوفد اطلع على “الظروف المزرية للزنزانات التأديبية، التي لا تتوفر فيها الإنارة والتهوية، بشكل لا يحترم مقتضيات المقتضى 13 من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء”.

يشار إلى أن زوجة الصحافي سليمان الريسوني كانت قد تحدثت مؤخرا عن أن زوجها وُضع في الزنزانة الانفرادية نفسها التي كانت مخصصة لناصر الزفزافي، والتي تسببت لهذا الأخير في أمراض تنفسية خطيرة نتيجة اعتقاله بها لمدة 15 شهرا، كونها تفتقد لإضاءة الشمس والتهوية، وتساءلت ما إذا كان الأمر يتعلق بــ”تعذيب بطيء للمعتقلين وعائلاتهم”، خالصة إلى أن حياة الريسوني “في خطر”.