شهدت ظاهرة الهجرة السرية بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، “انتعاشة” كبيرة في محاولات الهجرة، حيث أبحرت العديد من القوارب على متنها العشرات من المهاجرين السريين، خلال يومي الجمعة والسبت، على خلاف الركود الذي وقع منذ شهور بسبب تفشي فيروس كورونا.
ونجح حوالي 100 مهاجر سرين ينحدرون من جنسيات إفريقية مختلفة، من ضمنهم مغاربة، في الوصول إلى سواحل جنوب إسبانيا بين الجمعة والسبت، حوالي 40 منهم وصلوا أمس السبت على متن 3 قوارب، وفق ما نقلته “أوروبا بريس” عن البحرية الإسبانية.
وحسب ذات المصدر، فإن 29 مهاجرا سريا وصلوا أمس السبت إلى ساحل ألميريا على متن قارب، فيما وصل قارب أخر إلى ساحل مالقا على متنه 7 مهاجرين، وتم انقاذ مهاجر واحد قبالة ساحل إقليم قادس، في حين بلغ 53 مهاجرا إلى سواحل جنوب إسبانيا يوم الجمعة.
وأشارت مصادر إعلامية إسبانية، أن أزيد من نصف المهاجرين السريين الذين تمكنوا من الوصول إلى إسبانيا خلال أيام العيد، هم من جنسية مغربية، إضافة إلى مهاجرين أخرين من جنسيات إفريقية، معظهم من دول جنوب صحراء إفريقيا.
ويرى متتبعون لظاهرة الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا، أن هذه الظاهرة عادت بقوة في أيام عيد الأضحى، بوتيرة غير معهودة في الشهور الأخيرة، خاصة أن هذه السنة، عرفت الهجرة السرية تراجعا كبيرا جدا، بسبب تداعيات فيروس كورونا الذي تفشى في إسبانيا والمغرب معا.
ويُتوقع ذات المتتبعين، أن تعرف الأيام المقبلة تزايدا كبيرا في محاولات الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا، بسبب تحسن أحوال الطقس، وتحسن الوضع الوبائي في كل من إسبانيا والمغرب، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على البحريتين المغربية والإسبانية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية المغربية قدمت المساعدة، ما بين 29 يوليوز المنصرم وفاتح غشت الجاري، لـ183 مرشحا للهجرة السرية، من بينهم 12 امرأة وقاصران، كلهم ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء.
وأوضح مصدر عسكري أن هؤلاء المرشحين للهجرة السرية كانوا يواجهون صعوبات على متن قوارب تقليدية الصنع في عرض البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وأضاف أن الأشخاص الذين تم إنقاذهم، والذين كان بعضهم في حالة صحية متدهورة، تلقوا الإسعافات الأولية الضرورية على متن وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية، قبل أن يعادوا سالمين إلى عدد من موانئ المغرب ويتم تسليمهم للسلطات المحلية.