في تدوينة نارية عنونتها بـ “إسداء النصيحة لمرتكب الفضيحة”، صبت “يسرى الميموني”، الناشطة السياسية بحزب العدالة والتنمية -صبت- جام غضبها على “مصطفى الرميد”، وزير “حقوق الإنسان”، وذلك على خلفية الجدل القائم حول عدم قيامه بتسجيل كاتبته الخاصة بصندوق الضمان الاجتماعي، خاصة و أن الراحلة التي وافتها المنية قبل أيام، قضت مدة لا تقل عن 22 سنة، تشتغل بمكتبه الخاص بالمحاماة.
وجاء في تدوينة “الميموني” التي نشرتها على صدر حسابها الفيسبوكي:
إلى المسمى قيد حياة ضميره الرميد، تحية أخلاقية أما بعد:
أيها الرميد: أنا هنا لست أتحدث مع الرميد الذي أعرفه قبل الحادثة بل أتحدث مع الرميد الذي كشفته الحادثة، فرغم اعترافي بفعلك الماضي الذي بني على فتحة الحكمة والمنطق والاتزان فهذا لا يمنعني أن أنكر عليك فعلك الحاضر الذي بني على التخبط واللامسؤولية والاستهتار.
فعلك هذا إن لم تحكمه الحكمة والمنطق ، فإن القانون لا يغفر لك ارتكابه، لا لأن الأمر يتعلق بالقانون فحسب، بل لأنك أنت تتعلق بالقانون، لا بل أنت وزير حقوق الإنسان، يا له من منصب ويا له من وزير ، لو أن الألقاب تراعى حرمتها !!
إن الأمر لو كان يتعلق بك وحدك لكان هينا لكن رب شجرة عيبت لأن غصنا منها انحرف عن وجهته ، فحق لأي مشاغب أن يقطعها من أصلها، أفترضى أن تنقلع نخلة سامقة وترمى بالحجارة لأنك فيها .. ؟!
احتفظ بيائك جيدا قبل أن تتحول إلى ألف طويل يلتف بك ويخنقك وما أكثر من يختنقون في رمادهم ، إن فعلك هذا لو عرضناه على منطق سليم لقال أرسطو إنما عرفت الإنسان أنه حيوان ناطق لا أنه حيوان فاعل لأن فعله قد لا يكون إنسانيا فتختل القاعدة كما أكدت بفعلك ، ولو عرضناه على الفلسفة سواء كنت على رأي إيمانويل كانط : أن قيمة الشخص تكمن في فعله الأخلاقي فاعلم أن فعلك هذا قد أسقط قيمتك من أعيننا ، أو كنت على رأي مونيي فإن عملية الشخصنة ما كسبتك قيمة تمتاز بها عن أحد منا أو سوانا …
دعك من الفلسفة والمنطق، إن ولائي للعدالة لا يعني ولائي لبعض الأفعال الجائرة والتصرفات غير العادلة، تلك الغيرة وحدها تجعلني أكتب لك وكل حرف يحمل أطنانا من الأسف والحسرة ، ويحكي قصة من الألم، بسبب ما يصدر من بعض الأشخاص ممن ينتظر منهم أن يكونوا حجة مثالية على من يقع على الجرح والذم ويتتبع عورات الحزب، لا أن يكونوا حجة لهم يصفعون بها وجوهنا ونحن الذين نعلن مرارا أن المصباح هو سبب للنور لا يمكن بحال أن يكون سببا للظلام …
أخيرا في الحروف لا العتاب واللوم أقول : إن أي تصرف غير لائق ولا مسؤولي لست فيه حرا تتصرف فيه كما يملي عليك هواك ، بل كما تملي عليك المبادئ والأخلاق والقانون والمؤسسة الحزبية التي تنتمي إليها .
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
فقد جرى نجمك بالنحس بعدما كان يجري بالسعد، وسقطت أول ورقة في خريفك ، واكتشف المستور ، ولم يعد للعين ريبة.