لوطن.كوم – الناظور
أدت الوضعية الوبائية المتدهورة خلال الأيام القليلة الماضية، لدفع السلطات بإقليم الناظور الى فرض حجر صحي جزئي، صاحبته إجراءات وتدابير عديدة أملا في وقف نزيف حالات الإصابة بفيروس كورونا والتي ارتفعت بشكل مضطرد خاصة خلال هذا الأسبوع المقبل على النهاية.
فبعد أن سجل إقليم الناظور أول أمس الجمعة، 85 حالة مصابة بالجائحة، عاد الإقليم ليعرف تسجيل 44 آخرين يومه السبت، ما يعني قرابة 130 حالة نشيطة في يومين، وهو رقم مرتفع للغاية بالإقليم بالنظر للقدرة الاستيعابية التي تم تخصيصها لاستقبال الحالات المصابة بـ “كوفيد 19” بالمستشفى الحسني، والبالغة حوالي 200 سرير ضمنها أسرة خاصة بقسم الإنعاش.
وفي آخر تقرير حول الوضعية الوبائية للناظور، فقد بلغ مجموع الحالات النشيطة والتي تتلقى العلاج من الوباء، 326، أي بزيادة 126 حالة عن ما هو مخصص داخل المستشفى الحسني من أسرة لمرضى كورونا.
ووفق مصدر مطلع أكد لجريدة “لوطن” الإلكترونية، أن ارتفاع الحالات المصابة بكورونا بالناظور كان أهم سبب للعودة لفرض الحجر الصحي الجزئي، بالإضافة الى أن الطاقة الاستيعابية لاستقبال المرضى بهذا الوباء داخل المستشفى لم تعد تستحمل، وهو ما دفع السلطات للترخيص لعدد من المرضى بمتابعة علاجهم داخل منازلهم وفق بروتوكول علاجي، يرتكز بالأساس على عزل هؤلاء المرضى لأنفسهم من التواصل مع المحيطين بهم أو الخروج الى الشارع.
“هذه الاستراتيجية المتبعة بمجموع تراب المملكة.. لم تعط أكلها هنا بالناظور”، وفق ما أضافه نفس المصدر المورد لهذه المعطيات، حيث أكد أن السلطات المحلية سجلت عدم التزام مجموعة من المرضى الذين يتابعون علاجهم بمنازلهم بقواعد وبروتوكول العزل الصحي، بل ووصل بهم الأمر الى خرق هذا البروتوكول عبر الخروج الى الشارع والتواصل مع الناس بشكل يهدد سلامة الآخرين.
وإضافة الى ما سبق فقد كان للكم الكبير من التحاليل التي يتم إنجازها داخل مختبر المستشفى الحسني، وقع هائل، وهو ما أثر على السير العادي لإعلان نتائج هذه التحاليل.. فبعد أن كانت تلك النتائج يعلن عنها في ظرف 24 ساعة، أصبحت اليوم تتعدى خمسة الى ستة أيام للإعلان عنها، وهو ما اعتبر سببا أيضا في تفاقم الوضع والسماح لعدد ممن تأكدت إصابتهم بالفيروس بالتحرك والتنقل وممارسة حياتهم بشكل عادي الى غاية الحصول على نتائج التحاليل.
وأمام هذا الوضع، يرى نفس المصدر الكاشف لهذه المعطيات لجريدة “لوطن” الإلكترونية، أن الحل الأنسب في الوقت الراهن للحد من نزيف الإصابات الجديدة بكورونا، هو فرض هذا الحجر الصحي الجزئي، الى حين استقرار الوضعية الوبائية بالإقليم والتحكم فيها بشكل لا يعرض الناظوريين والناظوريات للخطر.