يحيط جدل كبير حول الموقف الرسمي لوزارة الصحة المغربية، من تعاطيها مع الإصابات بفيروس “كورونا” داخل الأندية الكروية الوطنية، وخاصة تلك المشاركة في المسابقات الخارجية، كما هو حال نادي حسنية أكادير، الذي طفى ملفه على سطح النقاش العمومي، بعد إقرانه بواقعة مماثلة من وزارة خالد أيت الطالب مع نادي الرجاء الرياضي البيضاوي.
بين المعاملة بالمثل والتمييز بين هذا الطرف وذاك، وصل الموضوع إلى قبة البرلمان كما على سطح النقاش الدائر في وسائط التواصل الاجتماعي، مما ترك التساؤلات تطرح حول حدود مسؤوليات قطاع وزارة الصحة وتداخلها في الشأن المرتبط بجائحة “كورونا” وأندية كرة القدم الوطنية.
برلماني يسائل وزير الصحة
وجه النائب البرلماني الحسين حريش عن حزب العدالة والتنمية، سؤالا كتابيا، إلى خالد أيت الطالب، وزير الصحة، أثار من خلاله موضوع تعاطي الوزارة مع إصابة لاعبي فريقي الرجاء الرياضي وحسنية أكادير بوباء “كوفيد-19” خلال مشاركتهما في مسابقتي دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية.
وجاء خلال السؤال التي توصلت “لوطن،كوم” بنسخة منه، أنه “علاقة بالموضوع فقد انتهى إلى علمنا قيام وزارتكم من خلال مندوبية وزارة الصحة بأنفا، باتخاد قرار إدخال لاعبي الرجاء البيضاوي في حجر صحي بعد تأكد إصابة بعض لاعبيه وهو ما ترتب عنه تأجيل مباراته ضد الزمالك المصري وهو ما نثمنه ونعتبره قرارا إيجابيا يحرص على حماية لاعبي وأطر الفريق ويحفظ له حقه في التنافس المتكافئ”.
وأردف قائلا “إلا أننا نسجل أن وزارتكم لم تتعامل بالمثل مع حالة فريق حسنية أكادير قبل مباراته ضد فريق نهضة بركان، ما ترتب عنه خوض الفريق مع ما يمثله ويحظى به من تقدير ومكانة لدى جمهور واسع من المغاربة خاصة بجهة سوس لمباراة غاب فيها مبدأ تكافؤ الفرص. وعليه أسائلكم السيد الوزير المحترم عن خلفيات هذه القرارات ومسبباتها؟”
هل اعتمدت وزارة الصحة مقاربة “التمييز”؟
تسلطت الأضواء خلال الساعات القليلة الماضية على وزارة الصحة المغربية، ومدى تحملها لمسؤولية معالجة هذا الموضوع المرتبط بناديي الرجاء وحسنية أكادير والمقاربة المعتمدة مع الإصابات بفيروس “كورونا” داخل صفوفها، التي اختلفت بين فريق وآخر.
حاول موقع “لوطن،كوم” التواصل مع الوزير خالد آيت الطالب، باعتباره المسؤول الأول عن قطاع الصحة في المغرب، من أجل تسليط الضوء أكثر على الجدل القائم حاليا حول القطاع الحكومي الذي يسيره، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب، بالرغم من توصله بفحوى الطلب.
هذا، واختلف موقف مصالح وزارة الصحة المحلية، في ظرف لا يتعدى أسبوعا واحدا، مع الحالتين المتشابهتين للإصابات بفيروس “كورونا” المستجد، داخل صفوف فريق حسنية أكادير، قبيل موعد مباراته أمام نهضة بركان، لحساب دور نصف نهائي كأس الكونفدرالية، ولدى الرجاء البيضاوي، قبل مواجهة الزمالك المصري، لحساب ذهاب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا.
وفي الوقت الذي أسفرت نتائج الاختبارات وجود أزيد من خمس حالات إيجابية مصابة بفيروس “كورونا” في صفوف الحسنية، لم تمنع المصالح الصحية بالمدينة سفر بعثة الفريق نحو مدينة الرباط، من أجل مواجهة نهضة بركان، الاثنين الماضي، حيث انحصر الأمر على دخول المصابين للعزل الصحي، فيما سافر باقي المخالطين جوا إلى العاصمة، تأهبا لخوض اللقاء، دون الأخد بعين الاعتبار إمكانية حملهم للفيروس داخل أجسادهم.
تذمر لدى مكونات الـ HUSA
بغض النظر عن التظلم الذي عبرت عنه مكونات نادي حسنية أكادير، سواء بصفة رسمية، من خلال منشور عبر الصفحة الرسمية للنادي أو من خلال ردود الأفعال بعد الإقصاء على يد نهضة بركان، فإن حالة الاستياء بلغة درجة أكبر لدى مسيري النادي، خاصة في ظل طريقة التعامل مع ممثل كرة القدم المغربية، قبل موعد إجراء المباراة الحاسمة برسم نصف نهائي كأس الكونفدرالية.
وعلمت “لوطن،كوك” من مصادر مطلعة، أن إدارة الـ HUSA ارتأت أن تنأى بالفريق، في الظرفية الراهنة، عن الجدل القائم حاليا، في الوقت الذي تحركت بعض فعاليات المجتمع المدني والمنتخبين داخل المنطقة من أجل الدفاع عن مصالح الفريق “السوسي”، كما جاء من خلال السؤال الكتابي الذي أعده النائب البرلماني لحزب العدالة والتنمية عن دائرة أيت ملول.
وكانت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، قد راسلت إدارة الحسنية، بتاريخ 18 أكتوبر، تشعرها أنه وفقا للبروتوكول المتبع من قبل اللجنة الطبية التابعة لها، فإنه تم اعتماد نتائج المسحة الطبية ضد فيروس “كوفيد-19” التي أجريت قبل 48 ساعة من موعد المباراة أمام نهضة برمان، وتم حصر عدد المصابين داخل الفريق في خمس حالات، وبناء عليه فإنه قد تقرر إجراء المباراة في موعدها، مساء الاثنين الماضي.
وتنص قوانين المسابقة المحينة على أنه يحق لأي فريق طلب تأجيل المباراة في حال توفره على أزيد من خمس حالات إيجابية ضمن صفوفه، كما أنه يخول له لعب المباراة في حال ضم ورقة المباراة ل14 لاعبا على الأقل، الشرط الأخير الذي توفر في حالة فريق حسنية أكادير، قبل مباراته الأخيرة أمام نهضة بركان.
جدير بالذكر أن الجهاز الكروي القاري، أخد بعين الاعتبار ظرف “القوة القاهرة” لدى صفوف نادي الرجاء الرياضي، بعد أن ألزمت وزارتا الصحة والداخلية، مكونات الفريق “الأخضر” بالخضوع للحجر الصحي الإلزامي، طيلة الأسبوع الجاري، بعد تأكد إصابة تسع أفراد داخل صفوفه بفيروس “كورونا”، مما منع ممثل كرة القدم المغربية من السفر إلى العاصمة المصرية القاهرة، من أجل مواجهة فريق الزمالك، السبت المقبل، لحساب إياب دور نصف نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا.