في ظل تبني دولة قطر موقفًا رسميًا يعبّر عن دعمها لوحدة المغرب وسيادته على أقاليمه الجنوبية، تثير قناة “الجزيرة” القطرية التابعة لوزارة الخارجية القطرية جدلاً باستمرار بسبب تصرفاتها التناقضية. تبرز هذه التصرفات تباينًا محيرًا يكشف عن انزياح الدوحة عن موقفها المعلن تجاه الرباط.
فقد قامت قناة “الجزيرة” القطرية مؤخرًا خلال إحدى برامجها الإعلامية بنشر خريطة مغربية تجاوزت المناقشة، حيث أُزيلت منها الصحراء المغربية. يُذكر أن هذه المسألة لم تعد محل جدل فيما يتعلق بملكية المغرب لهذه الأراضي، وذلك نتيجة لتوالي اعتراف الدول الكبرى بوحدة هذه الأقاليم مع المملكة، وانسحاب دول أخرى سابقًا اعترافها بالكيان الانفصالي الوهمي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها القناة القطرية إلى تصرفات تثير استياء المغاربة وتخدم أجندة غير مبررة. يبدو أنها تنسى دور المملكة المغربية في دعم قطر أثناء أزمتها الخليجية، حيث قدمت المساعدات والدعم المادي وقدمت طائرات لفك الحصار الذي كانت تعيشه. علاوة على ذلك، قامت القنوات الإعلامية القطرية بتكريم وتقدير التضحيات الكبيرة التي قدمتها المملكة المغربية، وعنونت إحدى الصحف القطرية بشأن الملك محمد السادس بعنوان “أهلاً بكاسر الحصار”.
تأتي تصرفات قناة “الجزيرة” القطرية في سياق سلسلة من التحريضات الإعلامية التي تستهدف استهداف الثوابت والقيم الوطنية، وتشكل جزءًا من أعمال عدائية تهدف إلى زعزعة استقرار المملكة. ويبرز الأمر تضارب القناة القطرية في تقديمها الدعم اللفظي لوحدة المغرب في الصحراء، مقابل تصرفاتها التي تزيد من التشكيك في تلك الوحدة من خلال تلاعبها بخريطة المملكة وتجزيئها إلى شمال وجنوب.
يُضاف إلى ذلك، انحياز قناة “الجزيرة” لأجندات تناقض مع وحدة التراب المغربي، حيث تستضيف رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، في برنامج “مخدوم” وتشجّعه على ترويج أفكار مشوهة حول الوضع في المملكة، بما في ذلك اتهامات باطلة.
ومن الجدير ذكره أن قطر لم تفتح قنصلية في الصحراء المغربية حتى الآن، مما يثير تساؤلات حول مدى صدق دعمها اللفظي لوحدة المغرب في تلك المنطقة.