يطرح المغاربة هذه الأيام تساؤلا واحدا وشاملا، وهو هل سيعود الحجر الصحي إلى المغرب من جديد، خاصة في ظل الارتفاع الكبير للإصابات بفيروس كورونا، واتخاذ السلطات لإجراءات جديدة صارمة في عدد من المدن لمنع تفشي وباء كورونا.
ووفق تصريحات العديد من المغاربة في مختلف المناطق، فإن التطورات الجارية في عدد من المدن، وعلى الوضع الوبائي العام في المغرب، تُنذر بعودة الحجر الصحي إلى البلاد، أو على الأقل فرض إجراءات جديدة تُقيد من الحركة والنشاط اليومي للمواطنين.
وقد بدأت هذه الإجراءات تُنفذ على أرض الواقع في عدد من المدن المغربية، آخرها عمالة المضيق الفنيدق، اليوم الخميس، ومدينة سيدي سليمان أمس الأربعاء، ومدينة تطوان منذ أيام قليلة مضت، إضافة إلى عدد من المدن المغرب في جنوب المغرب ووسطه.
ويرى عدد من المتتبعين أن هذه الاجراءات التي تتُخذ في أماكن مختلفة وفي فترات زمنية متفرقة، تٌعطي الانطباع بقرب عودة الحجر الصحي إلى المغرب، مرجحين أن السلطات تحاول أن تتفادى القرار الشامل والصادم للمغاربة، وبالتالي بدأت في التمهيد بذلك بأسلوب لا يلقى أي رفض أو ردود فعل صادمة من طرف المغاربة الذين انهكتهم تدابير كورونا.
ويرى هؤلاء المتتبعين، أنه حتى لو لم يعد الحجر الصحي الشامل بالصورة التي عرفها المغاربة في الفترة الأولى منذ شهور، إلا أن اتخاذ اجراءات احترازية جديدة تقيد تحركات المواطنين، سيكون لها انعكاسات مماثلة للحجر الأول، وهو ما تخشاه فئة عريضة من المواطنين المغاربة.
وازدادات تخوفات المغاربة اليوم الخميس بشكل كبير، بعد إعلان عن تسجيل حصيلة قياسية من إصابات فيروس كورونا بتسجيل أزيد من 4 آلاف إصابة في ظرف 24 ساعة، وهو الأمر الذي يشير إلى مزيد من التأزم في الوضع الوبائي في المغرب، ويفتح الباب أمام تأويلات مخيفة حول المستقبل.
كما أن الأوضاع الوبائية في العالم، تزيد من قتامة المشهد في الشهور المقبلة، حيث تلح بوادر بإغلاق شامل في أوروبا وعودة الحجر الصحي لعدد من البلدان الأوروبية، كإسبانيا وفرنسا وألمانيا، بسبب الارتفاع الكبير لإصابات كورونا في هذه البلدان مؤخرا.
ويبقى المغرب غير بعيد عن هذه البلدان ويتأثر بشكل كبير بما يقع فيها، وبالتالي فإن السؤال المخيف الذي يطرحه المغاربة حاليا، يبقى له مبرره، وستجيب عنه الأيام أو الأسابيع المقبلة.