تزايدت المخاوف من تطبيق حجر صحي شامل مجددا على مستوى المملكة، خاصة بعد تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد والتي تخطت الألفي إصابة يوميا.
وفيما تشير المعطيات أنه لا يمكن تطبيق حجر صحي شامل، في ظل الأزمة الاقتصادية والوضع الاجتماعي الحالي والإكراهات التي تواجه الدولة، تحيل الوقائع إلى أنه في ظل الوضع الصحي ومع الانتشار الواسع لفيروس كورونا وتسجيل بؤر جديدة، يمكن أن تتجه السلطات العمومية إلى العودة للحجر الصحي في حالة تفاقم الوضعية الوبائية وذلك من أجل محاصرة الفيروس.
محمد جمال البوزيدي الأخصائي في الأمراض التنفسية بالرباط قال ، بأن فرض الحجر الصحي الشامل يستأثر باهتمام الرأي العام ويشكل تخوفا لدى شريحة واسعة من المجتمع المغربي.
وأوضح البوزيدي أن الوضع الوبائي في المغرب مقلق، وتطور الحالة الوبائية هو الذي يفرض على الدولة والمسؤولين والخبراء طريقة المعالجة، مبرزا أنه يتم تسجيل إصابات يومية تصل إلى ألفي إصابة، لذلك فإن الدولة التي تعمل في هذه الفترة على توازن المحافظة على الأرواح والأرزاق، قد تتجه إلى اتخاذ قرارات صارمة جديدة للتحكم في الوضع الوبائي الذي أصبح مقلقا للجميع.
وأكد المتحدث، أن الحجر الصحي الشامل، تسجل فيه حركة جمود اقتصادي ومالي كما أن للحجر الصحي انعكاسات اجتماعية ونفسية ونتائجه غير محسوبة، لهذا فإن السلطات اتجهت إلى إغلاق المدن والأحياء الموبوءة كإجراء أولي وناجع من أجل محاصرة انتشار الوباء.
وشدّد البوزيدي، إلى أنه يجب أن تكون هناك عملية توعية مستمرة للشعب المغربي وللمسؤولين في قطاع الصناعة، والوحدات الصناعية والنقل العمومي والأسواق الممتازة، بخطورة هذا الوباء وضرورة احترام الإجراءات والمعايير الاحترازية من التباعد وارتداء الكمامة وعدم تكديس المواطنين في المعامل ووسائل النقل.
وأضاف المتحدث، أن الملاحظ هو أن الكثيرين من المواطنين يتهاونون بشأن التدابير الاحترازية وبالتالي سيكون لهذا الأمر مضاعفات خطيرة في القادم من الأيام إذا لم يتم الحرص على تطبيق معايير السلامة، خاصة أنه يمكن أن تكون هناك نتائج كارثية في الموجة الثانية من فيروس كورونا مع قدوم فصل الخريف والشتاء، قد تتجه من خلاله الدولة إل فرض حجر صحي شامل.
وبالتالي، يؤكد البوزيدي في حديثه للموقع، فإن الكرة في ملعب المواطن، وعليه الالتزام والاقتداء بالدول الناجحة في محاربة الفيروس كالصين التي نجحت بفضل انضباط الشعب من تجاوز الأزمة، لأن انعدام الوعي سيقضي على دول العالم الثالث وبالتالي، يشدد المتحدث، على أنه يجب أن يتمتع كل شخص منا بحس وطني من أجل القضاء على الوباء وتجاوز الأزمة بسلام.