كشفت الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالناظور، في تقرير لها، أن السلطات شنت السنة الماضية، حملات تعقب واعتقالات في المهاجرين من دول جنوب الصحراء في شوارع الناظور، وذلك من قبل مساعدين للسلطة يرتدون ملابس مدنية باستخدام سيارات شخصية لا تحمل علامات.
وأفادت الجمعية في تقريرها حول “خروقات سنة 2022″، أنه تم ترحيل 9 طالبي لجوء من الجنسية السورية بشكل قصري من طرف السلطات الإسبانية بجزيرة تشافرين، وتسليمهم الى الدرك الملكي براس الماء.
وأعلنت، أنه تم تسجيل وفاة مهاجرة من أصل نيجيري وثلاثة أطفالها احتراقا بمخيم المهاجرين المتواجد على منحدر غابة غوروغو شمال غرب مقبرة سيدي سالم بالناظور.
وقالت، إن المهاجرين يعيشون ظروفا جد صعبة وسط الغابة خاصة في فصل الشتاء، حيث غالبا ما يعمدون لإشعال النار بهدف التدفئة خاصة أيام الانخفاض الحاد لدرجات الحرارة ليلا.
وجاء في التقرير، أنه “تم نقل ما يقرب من 200 مهاجر من جنوب الصحراء والسودان، قبض عليهم على الحدود مع مليلية خلال محاولة عبور السياج في 7 حافلات إلى مركز الاحتجاز غير القانوني في قرية أركمان”.
وأشارت الجمعية الحقوقية، إلى أن من بين هؤلاء ، تم ترحيل ما يقرب من 50 مهاجرا بشكل قصري من قبل السلطات الإسبانية على الرغم من عبورهم الحدود.
ترحيل المهاجرين إلى الحدود المغربية الجزائرية
وقالت الجمعية، إن مساكن المهاجرين اليمنيين بالناظور، تعرضت للهجوم من طرف السلطات، وتم اعتقالهم وترحيلهم الى الحدود الجزائرية في ظروف قاسية ولاإنسانية، حيث رفضت السلطات الجزائرية استقبالهم.
وسجلت، ارتفاع الاعتقالات والترحيلات القصرية في صفوف المهاجرين بعد تطبيع العلاقات المغربية الإسبانية، حيث يتم ترحليهم نحو مدن الداخل.
وأشارت إلى أن العديد من النساء المهاجرات من دول جنوب الصحراء يتجولن في شوارع الناظور للتسول وطلب المساعدة رفقة أطفالهن، بسبب الظروف القاسية التي يعشنها في غابات الناظور إضافة لاعتقال وإبعاد أزواجهن.
مسار الهجرة في اتجاه الجزائر
وتحدثت الجمعية في تقريرها، عن انتشار أنشطة شبكات تهريب البشر في جانبي الحدود الجزائرية والمغربية، حيث أصبح هذا المسار الأكثر إقبالا من الشباب المغاربة الذين يحاولون الهجرة نحو أوروبا.
وقالت، إنه تم احتجاز العشرات من الشباب المغاربة المرشحين للهجرة بمراكز الشرطة في عدة مدن جزائرية من بينها وهران ومستغانم.
وأعلنت، عن أنه تم اختفاء 4 شبان مغاربة مرشحين للهجرة انطلقوا على متن جيت سكي يوم الأحد 7 غشت، نحو إسبانيا انطلاقا من سواحل قرية أركمان، إذ تم اعتقالهم من طرف البحرية الجزائرية، حيث تم وضعهم في أحد مراكز الاحتجاز لعدة أشهر، في غياب لأي تدخل للقنصلية المغربية بالجزائر.
مسار الهجرة في اتجاه مليلية
وسلطت الجمعية الحقوقية، الضوء عن نشاط شبكات تهريب البشر بين شواطئ إقليم الناظور ومليلية المحتلة، لتهجير شباب المنطقة بمقابل مادي ضخم وذلك بعد فرض التأشيرة مع المدينة المحتلة.
وقالت في تقريها، إن مجموعة من المواطنين، يعتمدون على القوارب التقليدية للدخول إلى مليلية المحتلة بعد فرض التأشيرة، كطريقة جديدة للهجرة.
وأشارت، إلى أن السلطات المغربية، ترفض التدخل لنقل جثمان مواطن مغربي بمليلية المحتلة إلى الناظور والذي توفي غرقا بعد محاولته العبور إلى مليلية من شاطئ بوقانا ببني انصار.
وكشفت عن وفاة الشاب المغربي موسى قدوري الذي حاول العبور لمليلية المحتلة سباحة، في حين سلطت الضوء على استخدام العنف في حق المهاجرين الذين تمكنوا من عبور السياج الحدودي مع مليلية المحتلة من طرف الحرس المدني الإسباني وترحيل عدد منهم بشكل قصري إلى الجانب المغربي.
وقالت، إنه تم العثور على جثة تطفو فوق ماء البحر بمليلية المحتلة.
جثث المهاجرين
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الانسان، إن طفل يبلغ من العمر نحو 15 عاما، ينحدر من زايو، تعرض للغرق عند محاولته العبور لمليلية المحتلة، إذ لفظته أمواج البحر بشاطئ بوقانة.
وكشفت، عن أنه تم العثور على جثة مهاجر مغربي من راس الماء حاول العبور سباحة من مدينة بني أنصار بالناظور إلى مدينة مليلية المحتلة.
ولفتت، إلى أنه تم نقل 30 مهاجرا من جنوب الصحراء، من بينهم 16 امرأة، بعد وصلوهم إلى الجزر الجعفرية المحتلة، حيث قضوا ساعات في ظروف صعبة وقاسية دون أي تدخل ومساعدة من طرف السلطات الإسبانية.
كمال لمريني