أجمع مشاركون في الملتقى الجهوي، الذي نظمته اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق، يوم أمس الاثنين 30 ماي الجاري، بمركز الندوات بكلية الطب والصيدلة بوجدة، حول موضوع: “محاربة التحرش في الفضاء الجامعي-أي دور للجامعة؟ وأي آليات؟”، على ضرورة التصدي بظاهرة التحرش الجنسي داخل الفضاء الجامعي، نظرا لتداعياته الخطيرة.
وتمييز هذا الملتقى الذي نظم بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة، بمشاركة وحضور أسماء وازنة منها على وجه الخصوص، السيدة آمنة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسيد محمد لعمارتي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة الشرق، ورئيس جامعة محمد الأول بوجدة، والوكيل العام للملك، ووكيل الملك، والرئيس الأول لمحكمة الاستئناف، ورئيس المحكمة الابتدائية، وعدد من الباحثين والمختصين وفعاليات المجتمع المدني.
ويأتي هذا الملتقى، والذي أشرف على تأطيره مجموعة من الأساتذة الباحثين والخبراء من وجدة والرباط وفاس، في إطار الحملة الأممية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات التي انطلقت منذ نونبر 2021، ضمن سلسلة الملتقيات التي ينظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان بمختلف جهات المملكة حول العنف القائم على النوع الاجتماعي بالفضاء الجامعي، وذلك تمهيدا لتنظيم ندوة وطنية حول الموضوع في نونبر المقبل.
وأكدت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في كلمتها الافتتاحية، على ضرورة صياغة قواعد التدخل الآني فيما يرتبط بحالات التحرش، موضحة أنه عندما ظهرت بعض حالات التحرّش في الجامعات المغربية تطلب التدخل بعض الوقت، إلى أن تدخّلت السلطة أو الوزارة الوصية.
وشددت، بوعياش، على أهمية وضع إطار عام للسياسة الداخلية للجامعات المغربية لتدبير العلاقات بين الأساتذة والطلبة، وتحديد الحالات المنافية والمنتهكة لقيم السلم والمساواة، كالتحريض عن العنف والكراهية والتمييز أو العنف القائم على النوع.
كما أبرزت أهمية التدبير الذاتي للجامعات عند تسجيل حالات التحرش الجنسي أو تقديم شكايات في هذا الخصوص، وذلك عبر دعم الضحايا واتخاذ إجراءات مستعجلة للحد من احتمالات تعدد الانتهاكات القائمة على النّوع.
كما اقترحت رئيسة المجلس الوطني، تنظيم جلسات خاصة بالطلبة الجدد حول قواعد الأخلاقيات الأساسية داخل الجامعات، لدعمهم ومرافقتهم، إلى جانب بلورة مسطرة التدارك أو الاستصلاح تفادياً لانقطاع الضحايا عن الدّراسة وانتهاك حقهم في التعليم، ثم تنظيم حملات دولية بالجامعات حول مناهضة العنف.
ومن جانبه قال، محمد لعمارتي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، إن هذا الملتقى، يهدف إلى فتح نقاش عمومي مع مختلف المتدخلين من جامعيين وأكاديميين وممثلي المجتمع المدني والمهتمين، لتدارس الآليات التي تتوفر عليها الجامعة باعتبارها شريكا رئيسيا في مناهضة هذا النوع من العنف، أو الآليات التي يمكن إحداثها من خلال اجتهاد جماعي، خاصة في ما يتعلق بمواكبة الضحايا المحتملين للتحرش الجنسي.
وأكد، لعمارتي،أن التحرش الجنسي هو نوع من أنواع العنف، وأن المجلس الوطني معني بالتدخل ورصد ومتابعة حالات التحرش الجنسي داخل الفضاء الجامعي حتى وإن كانت مجرد حالة واحدة، نظرا لخطورة التحرش وتأثيراته السلبية على الضحية.
واعتبر، ياسين زغلول، رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، أن هذا اللقاء سيمكن من إلقاء الضوء على تجربة جامعة محمد الأول التي عملت على التدخل الآني لمعالجة المشكل، في إشارة منه إلى حالات التحرش الجنسي التي أوقف على إثرها أستاذ بمدرسة التجارة والتسيير.
وأورد زغلول،أن الجامعة عاشت أياما في الجحيم بسبب حالة التحرش الجنسي التي تم تسجيلها بهذه المدرسة، نظرا لما عرفته من ضغط إعلامي وطلابي كبير، موضحا أن الجامعة تمكنت من ادارة هذه الأزمة بنجاح.
موضحا أن دور الجامعة هو ضمان كرامة الطالبات وحماية حقوقهن ودعهمن لمواصلت مشوارهن الجامعي.
وركز، المتدخلون، على تجربة جامعة محمد الأول في معالجة هذا مشكل التحرش الجنسي، وتجربة خلية الدعم النفسي بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، ثم التجارب والممارسات الدولية الفضلى في مجال مكافحة التحرش في الوسط الجامعي وآليات ووسائل ذلك، وتجربة خلية الدعم النفسي بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، ثم التجارب والممارسات الدولية الفضلى في مجال مكافحة التحرش في الوسط الجامعي وآليات ووسائل ذلك