قال وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، إن المفاوضات الجارية مع المملكة المغربية، بعد أزمة استمرت لأشهر “تحرز تقدما”.
وبحسب ما نشرته وكالة “أوروبا بريس” للأنباء، فإن ألباريس أوضح في تصريحات صحفية أمس الجمعة خلال زيارة لإقليم قادس للقاء أعضاء الحزب الاشتراكي، أن “المفاوضات مع المغرب تستمر في التقدم”، وأضاف “لقد أتينا من أزمة عميقة، لكن الحكومة المغربية تتعاون معنا في قضايا أساسية مثل ضبط ظاهرة الهجرية السرية على الحدود”.
وتهرب وزير الخارجية الإسبانية من الإجابة عن سؤال ما إذا كان لموافقة إسبانيا بإمداد المغرب بحاجياته من الغاز، سببا في تحسن العلاقات بين الرباط ومدريد المرتقب.
وفي نفس السياق، كانت وسائل إعلام إسبانية قد أكدت أن مدريد تسعى لاستئناف عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين المغاربة، وذلك بعد أيام من استئناف الرحلات الدولية من وإلى المغرب.
وقالت صحيفة “إل باييس” الإسبانية إن وزارة الداخلية الإسبانية “تجنبت كعادتها تأكيد موعد استئناف ترحيل المغاربة، لكن المفوض العام للهجرة والحدود أكد أن الشرطة باتت مستعدة لبدء الرحلات الجوية المتوقعة”، لافتة إلى أن فتح المغرب لأجوائه الإثنين 7 فبراير يعني إمكانية استئناف عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين المغاربة.
وأوضحت الصحيفة أن الداخلية الإسبانية لم تحدد لحد الساعة شروط استئناف عمليات ترحيل المهاجرين، مشيرة إلى أن “الاتفاق مع المغرب كان ينص على أنه بالإمكان ترحيل 20 مهاجرا غير نظامي على متن كل طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية في أربع رحلات أسبوعية.
وكانت الحكومة المغربية قد قررت تعليق الرحلات الدولية من المغرب وإليه، لمدة شهرين للحد من تفشي فيروس كورونا وخاصة المتحور “أوميكرون”، قبل أن تتقرر إعادة فتحه.
من جانبها، اعتبرت صحيفة “إل بيريوديكو” الإسبانية، أن هناك “إشارات متبادلة” تلمح لعودة العلاقات بين المغرب وإسبانيا، مشيرة إلى أن “قبول مدريد طلب مساعدة المغرب على تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي وتوريده عبر أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي”.
وأوردت الصحيفة ذاتها أن استئناف ترحيل المهاجرين المغاربة غير النظاميين يعتبر “رسالة متبادلة على حسن النية”، مؤكدة أن عمليات ترحيل المهاجرين النظاميين “لا يمكن أن تتم دون موافقة بلدهم الأصلي.. ومدريد تتوقع موافقة المغرب على استئناف تلك العمليات وذلك عرفانا منه للدعم الذي تقدمه إسبانيا في مجال الغاز”.
يشار إلى أن الحكومة الإسبانية كانت قد أعطت موافقتها على طلب المغرب لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال الذي تشتريه الرباط إلى غاز طبيعي في إسبانيا، قبل توريده عبر أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، حيث أشارت وزيرة التحوّل البيئي الإسبانية المسؤولة عن الطاقة، تيريزا ريبيرا، أن بلادها استجابت لطلب المغرب للدعم لضمان أمن طاقته، وأكدت أنه بإمكان المملكة الحصول على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية، وتفريغه في مصنع إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي في إسبانيا واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي للوصول إلى أراضيه”.