لقي مشرد، في عقده السابع، حتفه، ليلة أمس الاثنين 21 دجنبر الجاري، حيث كان يتخذ من ركن خارجي لإحدى العمارات السكنية بتجزئة الفرح وسط مدينة زايو مقرا للنوم وملجأ له من البرد، قبل أن يعثر عليه بعض المارة والساكنة، جثة هامدة.
ووفق مصادر مطلعة، فإن الفقيد كان يعاني مؤخرا من مرض مزمن، حيث كان يرقد بالمستشفى الإقليمي الحسني لمدة 15 يوما، وغادره منذ ثلاثة أيام، قبل أن يلقى حتفه ليلة أمس، مرجحة ذات المصادر أن تكون موجة البرد والمطار سببا في تفاقم وضعيته الصحية وعجلت بوفاته.
وقد حضرت إلى عين المكان السلطة المحلية والمصالح الأمنية، والشرطة التقنية والعلمية التابعة لمفوضية الأمن بزايو، حيت نقلت جثة الهالك صوب مستشفى القرب بزايو، قبل أن يتم تحويلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الحسني بالناظور لإخضاعها للتشريح الطبي، من أجل الكشف عن أسباب الوفاة.
إلى ذلك فتحت مصالح الشرطة القضائية التابعة لمفوضية الأمن بزايو، تحقيقا عاجلا حول ظروف وملابسات الواقعة، وذلك بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بالناظور.
يذكر أن عملية إيواء أشخاص في وضعية الشارع، التي كانت قد أطلقتها وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، أثناء ظهور فيروس كورونا وفرض الحجر الصحي، كشفت عن مفاجآت لم تكن متوقعة، إذ عثر ضمن المستفيدين على أسماء كان لها شأن في الحياة العامة.
وتبين، من خلال الجذاذة التي يتم ملؤها للمستفيدين، أن أساتذة جامعيين ورجال تعليم وفنانين ورياضيين، ضمن لائحة المشردين، الذين يتخذون من الشارع مسكنا لهم، وفضاء لقضاء أوقاتهم، بعدما جار عليهم الزمان، أو أصيبوا بأمراض مختلفة، جعلتهم يوجدون في وضعية اجتماعية غير مقبولة.
وأكدت جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، أنه، بتضافر جهود جميع المتدخلين، تم إنجاز أكبر عملية إيواء للأشخاص في وضعية الشارع بالمغرب.
وأبرزت المصلي، خلال اجتماع عمل عن بعد، لمناسبة الذكرى 63 لتأسيس مؤسسة التعاون الوطني، حضره مدير المؤسسة والمنسقون الجهويون وأعضاء لجنة اليقظة المركزية، أن الأمر يتعلق بإنجاز مشرف للمملكة، إذ تم، إلى حدود 28 أبريل الماضي، إيواء 6324 شخصا بدون مأوى، وإرجاع 2060 آخرين إلى أسرهم.
وشددت المصلي، خلال الاجتماع نفسه، الذي خصص لتقييم عمليات تدخل مختلف مندوبيات التعاون الوطني عبر الجهات، في إطار الجهود المبذولة لمحاربة جائحة كورونا والحد من تداعياتها، (شددت) على ضرورة استثمار وضعية الإيواء الكبير للأشخاص في وضعية الشارع والتعبئة الوطنية الحاصلة للحد من ظاهرة التشرد والتحكم فيها.