يحيى السنوار: من لاجئ في خان يونس إلى رأس القيادة في حركة حماس

17 أكتوبر، 2024 - 17:01 الأخبار الدولية تابعونا على Lwatan
يحيى السنوار

وكالات

يحيى السنوار، زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يعد إحدى الشخصيات البارزة التي شكلت وجه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لعقود، وُلد في 19 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة.

نشأ في أسرة فلسطينية نازحة من مدينة المجدل، التي احتلتها إسرائيل في عام 1948 أثناء نكبة فلسطين، وغيرت اسمها إلى “أشكلون” (عسقلان)، حيث عاشت أسرته مثل الكثير من العائلات الفلسطينية في ظروف قاسية تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أثر بشكل عميق في تشكيل وعيه السياسي والنضالي.

تلقى السنوار تعليمه في مدارس المخيم والتحق فيما بعد بمدرسة خان يونس الثانوية للبنين، كانت طفولته وشبابه محفوفة بمشاهد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سكان المخيمات، ما دفعه للانخراط في النشاط السياسي في سن مبكرة، بعد إتمامه الدراسة الثانوية، التحق بالجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس في قسم الدراسات العربية وحصل على درجة البكالوريوس.

النشاط الطلابي وبداية العمل السياسي

خلال دراسته الجامعية، برز السنوار كناشط طلابي مؤثر في الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، أظهر براعة قيادية من خلال توليه عدة مناصب في مجلس الطلبة، حيث شغل منصب الأمين العام للجنة الفنية ثم الرياضية، قبل أن يصبح نائب رئيس المجلس، وصولًا إلى رئاسته، هذه الأنشطة الطلابية ساعدته في اكتساب المهارات السياسية والتنظيمية التي أهلته فيما بعد للعب دور محوري في تأسيس حركة حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة) عام 1987.

بعد تأسيس حركة حماس، انخرط السنوار في العمل العسكري والسياسي بشكل مكثف، وبرز كأحد قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، وعلى مدى السنوات، أصبح معروفًا بقدرته على التنظيم والتخطيط، وهو ما جعله هدفًا للسلطات الإسرائيلية التي اعتقلته عدة مرات، في إحدى عمليات الاعتقال، حُكم عليه بالسجن أربع مؤبدات، ليقضي سنوات طويلة خلف القضبان.

الإفراج عن يحيى السنوار والعودة إلى القيادة

في عام 2011، تم الإفراج عن يحيى السنوار في صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، عُرفت بصفقة “وفاء الأحرار”، والتي أُطلق خلالها سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وبعد إطلاق سراحه، استأنف السنوار نشاطه داخل الحركة بسرعة، وأصبح من أبرز القادة العسكريين والسياسيين لحماس في قطاع غزة.

في عام 2017، انتخب رئيسًا لحركة حماس في غزة، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2021، ليؤكد مكانته كأحد أهم القادة في الحركة.

وتحت قيادته، شهدت حماس تطورًا كبيرًا في هيكلها التنظيمي والعسكري، وخاصة في تعزيز قدرات كتائب القسام، كما لعب دورًا بارزًا في رسم سياسات الحركة، سواء في سياق التعامل مع إسرائيل أو في العلاقات الإقليمية مع الدول المجاورة.

دور السنوار في عملية طوفان الأقصى

في 7 أكتوبر 2023، نفذت حماس عملية عسكرية كبيرة ضد إسرائيل أطلق عليها اسم “طوفان الأقصى”، وألحقت خسائر بشرية وعسكرية جسيمة بإسرائيل، ما شكل ضربة قوية لصورة الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الإسرائيلية أمام العالم، اعتبرت إسرائيل يحيى السنوار العقل المدبر لهذه العملية، ونتيجة لذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أصبح هدفًا رئيسيًا في العملية العسكرية “السيوف الحديدية”، التي أطلقتها إسرائيل ردًا على طوفان الأقصى، التصريحات الإسرائيلية ركزت على تصفية السنوار باعتبارها أولوية عسكرية وأمنية في إطار مساعيها للقضاء على قيادة حماس في غزة.

انتخاب السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس

في عام 2024، وبعد اغتيال إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية، انتخب السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، ليصبح في قمة هرم القيادة السياسية والعسكرية للحركة، هذا الانتخاب جاء في وقت حرج لحماس، حيث تواجه الحركة ضغوطًا متزايدة من إسرائيل والمجتمع الدولي، ما جعل قيادة السنوار محورية في تحديد مستقبل الحركة والتوجهات السياسية والميدانية التي ستتبناها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

حياة يحيى السنوار الشخصية

على الصعيد الشخصي، تزوج يحيى السنوار في 21 نونبر 2011 من سمر محمد أبو زمر، وهي سيدة غزية تحمل درجة الماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية بغزة، أنجبا ابنًا واحدًا يُدعى إبراهيم.

وعلى الرغم من مكانته السياسية والعسكرية، يعيش السنوار حياة بسيطة، مرتبطة بجذوره في قطاع غزة وبالبيئة التي نشأ فيها.

يحيى السنوار، الشخصية التي عاشت بين السجون وساحات المعارك، ورغم كل التحديات، استمر في تقديم نفسه كأحد القادة الذين يشكلون مستقبل القضية الفلسطينية.