أنمون:
عن عمر ناهز الـ 71 سنة توفي في حدود الساعة التاسعة والنصف من مساء اليوم السبت الفنان القبائلي القدير إدير بمستشفى كلود بيرنارد بباريس في فرنسا بعد صراع طويل مع المرض.
ويعتبر الفنان المعروف بإيدير، والمسمى قيد حياته حميد شريت ومن مواليد 25 أكتوبر 1949 بقرية أيت لحسين بمنطقة القبائل بالجزائر، أحد أشهر الموسيقيين الأمازيغ الذين أنجبتهم منطقة القبائل الجزائرية. كما لقب بسفير الأغنية الأمازيغية في العالم، حيث مزج بين إيقاعات محلية وغربية وألف وغنى قطعا مطبوعة بحس إنساني عميق فتحت له آفاق العالمية وهو صاحب مسار متفرد نقله من عوالم الجيولوجيا والنفط إلى أرفع منصات الموسيقى.
وتميز إيدير في اختياراته الفنية بروح الالتزام والحس الإنساني والتشبث بالهوية والأرض والذاكرة،حيث كان حاضرا قيد حياته في حفل من أجل السلام في إطار جمعية “الجزائر الحياة” التي يرأسها الشاب خالد، وحضر في تكريم أيقونة الأغنية الأمازيغية “معطوب وناس” الذي اغتيل سنة 1998.
هذا، ولعل عناوين أغانيه وألبوماته تعكس هذه الروح على غرار “القرية الصغيرة” و”الجزائر في قلبي” و”هويات: ضفتان وحلم واحد” و فرنسا بالألوان »، والأغنية الشهيرة بابا انو با.
وقد قال عنه عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو “إيدير ليس مغنيا مثل الآخرين، إنه فرد من كل عائلة”. ظل مقلا في الإنتاج بالنظر إلى طول مشواره الفني، ذلك لأنه، كما قال يوما، غير قادر على الكتابة عن أشياء لم يعشها.
لترقد روحك بسلام إيدير سفير الأغنية الأمازيغية، إنا لله وإنا إليه راجعون.