أنمون:
قال الأمير هشام العلوي إن الصحافة المستقلة أصبحت حاملة لهموم المواطنين، ومخاطباً للنظام، منذ تجربة فاضل العراقي الإعلامية، وذلك بعد مرور 40 يوماً من وفاته.
وكتب ابن عم الملك محمد السادس، في تدوينة على صفحته في “فايسبوك”: “بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة الصديق العزيز فاضل العراقي، أود مجدداً أن أستعيد ذكراه، ومعه دوره الرائد في تعزيز الصحافة المستقلة في بلدنا”، وأضاف: “لقد كانت مساهمته في الموعد، في وقت كان المغرب يحتاج إلى أوكسجين إعلامي، وصحفي، وإلى منابر مشابهة لما شكلته مجلتا أنفاس وكلمة في الماضي”.
ورأى الأمير هشام أن مساهمة الراحل عبر منبري “لوجورنال”، و”الصحيفة” “شكلا منعطفاً في تاريخ الإعلام داخل الوطن، وانبثقا لأول مرة عن لقاء بين القيم السياسية النبيلة، والرأسمال المرتهن إلى الحرية فقط”، مشيراً إلى أن أكبر مساهمة للمنبرين فكرياً “هو الخط الإعلامي، الذي قدم تفسيراً لمعنى الملكية البرلمانية في المغرب في مختلف الحقول الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والأمنية”.
وتزامنت هذه التجربة الإعلامية، يضيف الأكاديمي المغربي، “مع الرؤية غير الإيجابية للمجتمع تجاه الطبقة السياسية، والنخبة، فأصبحت الصحافة المستقلة حاملة لهموم المواطنين، ومخاطباً للنظام”، كما أصبحت الحياة السياسية في البلاد، ولسنوات “تدور حول المحور الثنائي الدولة مقابل الصحافة المستقلة”، لتجد الأخيرة نفسها في دور يتجاوزها بسبب عدم قيام النخبة السياسية بالدور المنوط بها.
وأشار هشام العلوي إلى أن الصحافة المستقلة تحولت إلى نقطة تجمع التواقين للتغيير من حقوقيين، وسياسيين من مختلف المشارب، وبعض المنتمين إلى الدولة نفسها، وصارت العدسة، التي يرى من خلالها الخارج من صحافة، وهيآت دولية، وحكومية المغرب.
ولأول مرة، يقول الأمير هشام: “نسجت الصحافة المستقلة الجسور بين الطبقة الفرنكفونية، والعربية في بلادنا من خلال إرساء أجندة تشمل الجميع”، لافتاً الانتباه إلى أن فاضل العراقي “مول التجربة على الرغم من التضييق، الذي تعرض له، ولم يتدخل أو يتحكم في الخط التحريري، بل ترك المهمة للصحافيين، وتغليب الحوار داخل هيأة التحرير”.
وذكر الأمير أن فاضل العراقي كان من الأوائل، الذين رسخوا فكرة أن وضعيته وسط العائلة الملكية ليست نتاج خلاف عائلي، بل نتيجة اختيارات فكرية، وسياسية، معبراً عن الامتنان والاعتراف له، ولأسرة الصحافيين المستقلين.
يذكر أن رجل الأعمال المغربي فاضل العراقي توفي، صباح الأربعاء الأول من شهر أبريل الماضي، في مستشفى الشيخ خليفة في الدارالبيضاء، ونعاه عدد من الصحافيين، والنخب السياسية، والمثقفة باعتباره أحد أبرز شرايين الصحافة المستقلة في المغرب.