أنمون:
سمح المغرب، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين بإعادة آخر مجموعة من مواطنيه العالقين بمدينة سبتة، لكن الأمر هذه المرة لم يمر بسلاسةٍ ونظامٍ كما حدث خلال العمليتين السابقتين، بل شهد الكثير من مظاهر العشوائية والارتجال التي لم ترضِ السلطات الإسبانية، بالإضافة إلى حرمان العالقين من وسائل النقل حيث اضطروا للعبور نحو الجانب الحدودي من المغرب سيرا على الأقدام.
ووفق مصادر مُطلعة فإن المغرب أعاد هذا الفوج من العالقين الذي يضم 40 شخصا، بشكل مفاجئ بعد توصل السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية لاتفاق في ساعة متأخرة من يوم أمس الأحد الذي يوافق أول أيام عيد الأضحى، بعدما كان الجانب المغربي يرفض ذلك في بداية الأمر لوجود أشخاص لم ترد أسماؤهم في اللائحة الأولى للعالقين.
وكان هذا الأمر يهدد بعدم استئناف عمليات الإعادة إلى غاية يوم الخميس أو الجمعة، وهو ما أثار غضب واحتجاج العالقين الذين كانوا موزعين على قاعة رياضة جرى تحويلها إلى مركز للإيواء، وعلى مساجد ومنازل تطوع أصحابها لاستضافتهم، لذلك دخلت الحكومة الإسبانية في مفاوضات مع نظيرتها المغربية لإيجاد حل، انتهى بموافقة الرباط على دخولهم ليلا ودون توفير حافلات لهم كما كان عليه الأمر بالنسبة لسابقيهم.
وأبت هذه الخطوة، حسب المصادر نفسها إلا أن تنهي متاعب المغاربة العالقين في سبتة منذ ما يقارب شهرين ونصف الشهر، بحلقة أخيرة من حلقات المعاناة، وهو ما تجلى بصورة أكبر في صفوف النساء اللواتي عانين لنقل أمتعتهن سيرا على الأقدام على امتداد البوابة الحدودية، الأمر الذي أشد صعوبة على الأمهات المرفقات بأطفالهن، أما المحظوظون فكانوا هم الذين دخلوا إلى سبتة بسياراتهم الخاصة والذين سُمح لهم بالعودة بواسطتها.
وتتقاطع هذه المعطيات مع ما نشرته وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية “إيفي” نقلا عن مصدر حكومي، إذ أوردت أن الاتفاق بين المغرب وإسبانيا لم يتم إلا قبل انتصاف الليل ببضع دقائق، بعد “جهود بذلها الوفد الحكومي الإسباني مع نظيره المغربي من أجل إقناعه”، موردة أن عملية العودة انطلقت في الواحدة من صباح الاثنين وكان المغادرون يقطعون الحدود سيرا على الأقدام وهم يحملون أمتعتهم الشخصية، وأضافت أنها عاينت من ضمن العائدين امرأتين رفقة أطفالهما.
ونقلت “إيفي” عن مصادر في الشرطة الوطنية الإسبانية استغرابها من بدأ عملية الترحيل في ساعة متأخرة من الليل دون تحديد الموعد مسبقا، علما أنها المسؤولة عن مراقبة وثائق المغادرين عبر المعابر الحدودية، وأضافت الوكالة أن العالقين أنفسهم لم يكونوا يتوقعون إعادتهم في هذا الوقت وهو ما أخبروا به منظمة غير حكومية مهتمة بموضوعهم.