أصبح الأثرياء من مالكي اليخوت والزوارق السياحية مجبرين على تذوق القليل من طعم “الملل” الذي يغرق فيه جل سكان مدينة طنجة خلال العطلة الصيفية الحالية، بسبب إغلاق الشواطئ نتيجة تفشي جائحة كورونا، وذلك بعدما قررت وزارة الداخلية مؤخرا إغلاق الميناء الترفيهي أمام الجولات البحرية بعد توالي الدعوات للاحتجاج على إغلاق الشواطئ.
ولم يعد أصحاب تلك الزوارق واليخوت قادرين على ممارسة هوايتهم هذا الأسبوع، بعد سريان قرار الوالي محمد مهيدية بإغلاق “مارينا طنجة” أمام مثل هذه الأنشطة مع السماح باستمرار باقي المرافق الخدماتية بالعمل وفق الضوابط المعلن عنها من طرف وزاريتي الداخلية والصحة نتيجة الأعداد الكبيرة للإصابات والوفيات بفيروس “كوفيد 19” المسجلة بمدينة البوغاز.
وبعد أن كانت “مارينا طنجة” الأولى التي فتحت أبوابها في المغرب بعد بدء إجراءات التخفيف، صارت الأولى التي تقفل أبوابها مجددا بسبب العودة السريعة لفيروس كورونا، وهو الأمر الذي ساهم فيه أيضا الغضب المتصاعد من لدن السكان على ما اعتبروه “ازدواجية المعايير” من طرف السلطات المحلية، التي تصر على إغلاق شواطئ المدينة في وجوههم ومنعهم من الانتقال إلى أقاليم مجاورة للسباحة في شواطئها، في المقابل السماح للأغنياء بممارسة هوايتهم أمام أعين باقي المواطنين.
وكانت “الصحيفة” قد رصدت في بداية الشهر الجاري العدد الكبير من اليخوت والزوارق السياحية التي تتجول على طول الشريط الشاطئ المجاور لمارينا طنجة، حتى أن أصحابها صاروا يقتربون من رمال الشاطئ مستفيدين من خلو المكان من المصطافين، حيث منعت السلطات المحلية المواطنين من السباحة بهذا الفضاء وهو الأمر الذي كان متاحا للأثرياء انطلاقا من شواطئهم.
واستغرب العديد من المواطنين من هذا الأمر متسائلين بشكل ساخر ما إذا كان الأثرياء محميين من الإصابة بفيروس كورونا، فيما ذهب آخرون أبعد من ذلك، حين دعوا إلى تنظيم وقفة احتجاجية بشاطئ المدينة يوم الأحد الماضي، وهو ما دفع عناصر الأمن إلى الانتشار أمام “الكورنيش” تحسبا لهذا الأمر، قبل أن يحسم الوالي في قرار منع اليخوت والزوارق السياحية.