عاد الحديث عن ضرورة تأجيل الدخول المدرسي الحالي، إلى الواجهة ساعات قليلة قبل افتتاحه يوم غد الاثنين، وذلك عقب الإعلان عن تسجيل رقم قياسي جديد لعدد الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، والتي بلغ عددها 2234 حالة، في أثقل حصيلة تشهدها الممكلة منذ ظهور الوباء شهر مارس الماضي.
ورغم تطمينات وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي والتعليم العالي، سعيد أمزازي، فإن الحصيلة الثقيلة المعلن عنها اليوم الأحد، أدخلت العديد من الآباء والأمهات في دوامة من القلق والشك حول مصير أبنائهم، لاسيما وأن أكثر من 80 في المائة منهم اختاروا نمط التعليم الحضوري، وفق تصريح أمزازي.
ويضع أولياء التلاميذ أيديهم على قلوبهم ساعات قبل التحاق أبنائهم بالحجرات الدراسية، في انتظار ربما قرار جديد للوزارة الوصية، باعتماد التعليم عن بعد لجميع المتعلمين، بغض النظر عن الوضعية الوبائية بالمناطق التي يقطنون بها، أو تأجيل الدخول المدرسي لأسابيع أخرى، في انتظار ظهور مؤشرات تسمح بالتحاقهم في ظروف آمنة.
وينصح عدد من الخبراء والمتخصصين في علوم التربية والتعليم، بتأجيل الدخول المدرسي إلى غاية تحسن الوضعية الوبائية، لما قد يحمله التحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية من خطر الإصابة بالمرض، والمساهمة في تفشيه في صفوف الأسر والأطر التربوية.
في هذا الصدد، اقترح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، في مقال له، تأجيل الدخول المدرسي أسبوع أو أسبوعين خوفا من الاحتمالات السيئة، مشددا على ان “خلق تباعد زمني مع الدول الأوربية بتغيير تاريخ الدخول المدرسي الحضوري من يوم سابع إلى 14 أو 21 شتنبر من شأنه أن يجنب بلادنا كارثة الحالة الوبائية التي وقعت بها الدول الأوربية، مثلما حدث في بداية ظهور الوباء في مارس الماضي”.
وتابع المتحدث ذاته، أن “الهدف ليس هو انتظار تحسن الحالة الوبائية، ولا تعليق الدخول المدرسي بالحالة الوبائية، لأن الوضع سيظل غير مستقر لعدة أشهر أخرى، ولكن الهدف هو إعطاء الدول الأوربية السبق علينا في الدخول المدرسي، لأن غالبية الدول الأوربية افتتحت مدارسها فاتح شتنبر أو نهاية غشت، ووزارة التعليم عندنا”.
يشار إلى أن عددا من المؤسسات التعليمية، بمختلف مناطق المغرب، أعلنت عن اعتماد التعليم عن بعد نظرا للوضعية الوبائية للمناطق التي تتواجد بها، رغم تعبير أولياء التلاميذ عن رغبتهم في استفادة أبنائهم من العلمي الحضوري.