أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سينقل إلى مستشفى “وولتر ريد” العسكري، قرب واشنطن، هذا في الوقت الذي أكدت شبكة الأخبار الأمريكية CNN أن ترامب يعاني من الحمى منذ صباح اليوم الجمعة.
وقبل ذلك، كان كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز قد أكد، صباح اليوم، الجمعة، أن الرئيس دونالد ترامب يعاني من “أعراض خفيفة” بعدما أكدت الفحوص إصابته بكوفيد-19.
وقال ميدوز لشبكة سي إن إن الاخبارية إن “فحوص كوفيد-19 التي أجريت للرئيس والسيدة الأولى جاءت إيجابية” مضيفا بأن “معنوياتهما جيدة”. وأوضح بأن “الرئيس يعاني من أعراض خفيفة وفيما نسعى ليس فقط لضمان أن تكون صحته وسلامته ورفاهه بخير، نواصل السعي نحو ذلك بالنسبة لجميع الأمريكيين”.
تطمينات مارك ميدوز بشأن صحة ترامب تخص الحالة التي هو عليها بعد إعلان إصابته بفيروس كورونا المستجد، غير أن مضاعفات كوفيد-19 على الرئيس الأمريكي قد تكون خطيرة، وهذا بسبب عدة عوامل تجعله من بين الأشخاص غير المحصنين. ويقول المختصون الصحيون إن ترامب قد يواجه العديد من عوامل الخطر المرتبطة بأشكال حادة من كوفيد-19 لأنّه كبير في السن ويعاني من زيادة في الوزن، فمن الصعب تحديد كيفية تأثير المرض عليه.
هل ترامب في خطر؟
أحد أول العوامل التي قد تؤثر على قدرة صحة ترامب على مواجهة فيروس كورونا المستجد هي السن، فالرئيس الأمريكي يبلغ من العمر 74 عاما. بالإضافة إلى هذا يعاني سيد البيت الأبيض من السمنة وارتفاع الكوليسترول في الدم وكونه ذكرا، كل هذه المعطيات قد تعرضه لخطر أكبر بعد الإصابة بفيروس كورونا التي كشف عنها في وقت متأخر يوم الخميس.
يقول الدكتور جريجوري بولاند، اختصاصي الأمراض المعدية في عيادة مايو والذي ليس له دور في الرعاية الصحية لترامب “هناك احتمالات ضعيفة جدًا بأن تكون أعراض المرض خفيفة” كما هو الحال لدى معظم الأشخاص المصابين بالفيروس. مشددا في نفس الوقت على أن كوفيد -19 لا يمكن التنبؤ به على الإطلاق بقوله “لدينا شباب يموتون”.
لا توجد علاجات أثبتت فعاليتها في الوقاية من المرض لدى شخص مصاب بأعراض خفيفة أو حامل المرض، بما في ذلك عقار هيدروكسي كلوروكين، الذي روج له ترامب منذ فترة طويلة، بل إنه تعطاه في وقت سابق من هذا العام بعد أن ثبتت إصابة أحد موظفي البيت الأبيض بالفيروس.
رأي الأخصائيون حول الأعراض
تسبب العدوى أعراضًا خفيفة أو شبه معدومة في حوالي 80 بالمئة من الحالات. وحوالي 15 بالمئة من المرضى يصابون بمضاعفات شديدة و5 بالمئة يصابون بأعراض خطيرة.
تظهر أعراض كوفيد-19 عادة بعد يومين إلى 14 يومًا من الإصابة ويمكن أن تشمل فقدان حاسة الشم أو التذوق والسعال والتهاب الحلق وصعوبة التنفس والتعب آلام العضلات أو الجسم وكذلك الصداع والغثيان أو القيء والإسهال والحمى.
ما يصل إلى نصف المرضى الذين يدخلون المستشفى لا يعانون من الحمى ولكن جميعهم تقريبًا يصابون بحمى فيما بعد. تختلف استجابة المرضي لمضاعفات الفيروس اختلافًا كبيرًا فقد يتعافى المريض ثم يزداد سوءًا فجأة.
يحدث الالتهاب الرئوي لدى المريض والذي غالبًا ما يظهر بوضوح تحت في الأشعة السينية بالإضافة إلى حدوث مضاعفات في كل عضو من أعضاء الجسم تقريبًا. كما يدرك الأطباء أيضًا بشكل متزايد أن بعض الأشخاص يعانون من أعراض طويلة الأمد.
مخاطر ترامب
كشخص بدين يبلغ من العمر 74 عاما، يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدة مخاطر بعد إصابته بكوفيد. يشير الدكتور ديفيد باناخ، طبيب الأمراض المعدية بجامعة كونيتيكت إلى إن سن ترامب سيكون عامل الخطر الأساسي”.
فالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 65 و74 عامًا هم أكثر عرضة سبع مرات لدخول المستشفى بسبب كوفيد-19 مقارنة بأولئك الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عامًا. ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ترتفع المخاطر بشكل كبير لدى الأشخاص الأكبر سنا. وأفاد المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن ثمانية من كل 10 حالات وفاة مرتبطة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة لأشخاص تزيد أعمارهم عن 65 عاما.
وبالإضافة إلى التقدم في السن، يعاني ترامب من السمنة، وهي حالة مزمنة تؤدي إلى انخفاض المناعة، حيث بلغ وزن ترامب في أحدث فحص طبي له، نُشر في يونيو 110.67 كلغ بالنسبة لطوله البالغ 1,91 مترًا، فهذا يعني أنه تجاوز العتبة الرسمية للسمنة للعام الثاني تواليا.
وفقًا للمركز، من المرجح أن يحتاج الشخص في هذه الفئة إلى رعاية في المستشفى ثلاث مرات أكثر من الشخص ذي الوزن المنخفض.
كشف الأطباء أن ترامب يتناول عقار الستاتين لخفض نسبة الكوليسترول لديه ، وتزيد هذه الحالة أيضًا من خطر الإصابة بمضاعفات كوفيد-19.
ما هو البروتوكول المتبع؟
يؤكد باناك أنه ليست هناك حاجة بعد لإخضاع ترامب لاختبارات عميقة مثل الأشعة السينية، ولكن من المرجح أن يقوم الأطباء بفحصه كثيرًا بحثًا عن أي صعوبة في التنفس أو السعال الحاد أو أي أعراض أخرى.
ولا توجد عقاقير معروفة بأنها تساعد الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض أو يحملون أعراضا خفيفة جدًا، ومع ذلك، يتوقع الدكتور ديفيد بولوير، اختصاصي الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، والذي قاد دراسات بعض علاجات فيروس كورونا، أن أطباء ترامب قد يحاولون تجربة العلاجات الواعدة التي يتم اختبارها في الدراسات الآن، مثل عقاقير الأجسام المضادة أو بلازما دم المتعافين من كوفيد-19.
خطر على الآخرين
هل من الممكن أن يكون ترامب قد نقل العدوي بالفيروس التاجي للمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن خلال المناظرة التي جرت مساء الثلاثاء؟
يوضح الخبراء أنه من الممكن جدا، لكن الاحتمال يبقي جد ضعيف بالنظر إلى التدابير التي اتخذت خلال المناظرة. فقد كانت المسافة بين المرشحين أكثر من 1,5 متر وقال الأطباء إن عددًا كبيرا من الأشخاص الآخرين الذين كانوا حول ترامب خلال الـ 48 ساعة الماضية معرضون للخطر.