انتقد مسلمون في فرنسا تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون عن الإسلام، واستعداده لطرح مشروع قانون ضد “الانفصال الشعوري”.
جاء ذلك في بيان نُشر على موقع “ميديا بارت”، من قِبل 100 شخصية مسلمة في فرنسا، بينهم أكاديميون، ورجال أعمال، وصحفيون، وأئمة وعاملون في مجال الصحة.
وأكد البيان الذي جاء بعنوان “الانفصالية: صوت 100 مسلم يقول قف!”، على ضرورة ألا يكون المسلمون هدفًا للساسة الفرنسيين مثل وزير الداخلية جيرالد دارمانين، والرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الأسبق مانويل فالس.
وأشار البيان -الذي جاء على شكل رسالة مفتوحة- إلى أن ماكرون اختار استهداف المسلمين بدلًا من الإرهاب، مبينًا أن مشروع قانون “الانفصال الشعوري” يستهدف حرية المسلمين ويزيد الضغوطات تجاههم.
وأكد وجوب عدم تعرض المسلمات المحجبات وغير المحجبات للتمييز، داعيا إلى تخلي الدولة الفرنسية عن مراقبة المسلمين.
وكان ماكرون قال في خطاب، الجمعة: “الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم”، وعلى باريس التصدي لما وصفها بـ”الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية”.
وألقى ماكرون خطابًا، الجمعة، أعلن فيه أن على فرنسا التصدي لما سماها “الانعزالية الإسلامية”، زاعمًا أنها تسعى إلى “إقامة نظامٍ موازٍ” و”إنكار الجمهورية”.
وأضاف “في تلك النزعة الإسلامية الراديكالية (…) عزم معلن على إحلال هيكلية منهجية؛ للالتفاف على قوانين الجمهورية، وإقامة نظام موازٍ يقوم على قيم مغايرة، وتطوير تنظيم مختلف للمجتمع”، معتبرًا أن الإسلام “ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم”.
وأعلن عن تدابير عدة مثل إرغام أية جمعية تطلب مساعدة من الدولة التوقيع على ميثاق للعلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الخاصة الدينية والحد بشكل صارم من التعليم الدراسي المنزلي.
ويطرح ماكرون مشروع قانون ضد “الانفصال الشعوري” بهدف “مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية”، وهو ما يعتبر استهدافا للجالية المسلمة على وجه الخصوص.
وبدأ العمل على المشروع في فبراير/شباط الماضي لكن أزمة كورونا أعاقته، ويهدف مشروع القانون المستقبلي إلى “مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية”، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.
وعقب الإعلان، استنكر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تصريحات ماكرون، وجاء في رد مجمع البحوث “اتهم ماكرون الإسلام باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين، الذي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به”.
وأكد المجمع رفضه الشديد لتلك التصريحات التي تنسف كل الجهود المشتركة بين الرموز الدينية للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان، مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات العنصرية من شأنها أن تؤجّج مشاعر ملياري مسلم ممن يتبعون هذا الدين الحنيف.
كما أدان أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي تصريحات ماكرون، قائلًا إن الإسلام “لا يتحمل وزر قيادات كرتونية مزيفة من صناعتكم”.
وأكد في تغريدة عبر حسابه على “فيسبوك”، الجمعة، أن “الدين الإسلامي لا يمر بأية أزمات”، ووجه حديثه لماكرون قائلًا: “السيد الرئيس لا تقلق على ديننا؛ فهو لم يعتمد في يوم من الأيام على دعم سلطة، ولا رفع سيفًا في وجه من عارضه ليفرض رايته”.