في الأيام القليلة الماضية، انكوى قلب الجزائر على فتاة بعمر الورود عثر على جثتها في محطة مهجورة للوقود بمدينة الثنية ببومرداس التي تبعد 50 كلم شرق العاصمة، لتتحول قصتها إلى قضية رأي عام، وسط مناشدات جدية للسلطات من أجل التحرك وكشف التفاصيل.
وردت السلطات على المطالب فوراً، حيث تحركت الأجهزة الأمنية للتحقيق، خصوصاً بعد انتشار هاشتاغات غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بينها: #القصاصلقاتلشيماء .
وكشفت السلطات أن المختصين عاينوا جثة الفتاة المغدورة شيماء، وتبين أن هناك كدمات وجرحا كبيرا على فخذها الأيسر، ومؤخرة رأسها، كما كان بعض من شعرها ملقى أمام الجثة.
كما شرح وكيل النيابة في بومرداس بمؤتمر صحافي، الاثنين، أن المتهم استدرج الضحية وقام باغتصابها قبل أن يضربها ويحرق جثتها بالبنزين.
فيما وجهت محكمة محلية تهمة الاغتصاب والقتل العمد والتعذيب، وارتكاب أعمال وحشية للمتهم.
شكوى سابقة من الضحية على المتهم
الجدير ذكره أن السلطات أوضحت أن مرتكب الجريمة من أصحاب السوابق، وقد سبق للضحية أن تقدمت بشكوى ضده بتهمة الاغتصاب عام 2016، حين كانت تبلغ من العمر 14 عاما فقط، لكن دون جدوى، إلى أن عاد المجرم إلى فعلته وقام باختطاف شيماء من أمام بيتها مستخدما السلاح الأبيض واغتصبها، ثم أحرق جثتها، وفر هاربا.
وفيما تقدم المتهم ببلاغ إلى السلطات عن تعرض صديقته شيماء للحرق في محطة بنزين مهجورة بالثنية، مدعيا رواية مفبركة عن حريق فجائي دب في الغرفة حين كانت الضحية فيها بينما خرج هو لإحضار بعض الطعام، تراجع عن أقواله الأولى أثناء التحقيق مؤكداً أن الضحية التي تربطه بها علاقة منذ سنوات اتصلت به طالبة اللقاء، وعند اللقاء في محطة البنزين المهجورة قام بضربها حتى فقدت وعيها ثم اتجه المتهم إلى محطة البنزين المقابلة، حيث جلب قارورة بلاستيكية مملوءة بالبنزين ورش بها جسم شيماء ثم أضرم النار فيها وغادر المكان.
الأم المكلومة للرئيس: أعدموه
من جهتها، وجهت أم الضحية شيماء رسالة إلى الرئيس عبد المجيد تبون لتنفيذ عقوبة الإعدام والقصاص لحق ابنتها، وقالت في فيديو نشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي إنها تعرف المجرم، وقد سبق لها أن تقدمت بشكوى ضده قبل سنوات بتهمة التحرش بابنتها.
إلى ذلك لاقت رسالة الأم تضامنا واسعا، حيث طالت أصوات كثيرة السلطات الجزائرية بتوفير المزيد من الإجراءات لحماية الأطفال من الاختطاف، وتفعيل عقوبة الإعدام وغيرها مما يردع المجرمين.