فشل فريق الوداد الرياضي، للمرة الثالثة، تواليا في الحفاظ على لقب البطولة الاحترافية، بعد أن فرط فيه لصالحه “غريمه” الرجاء الرياضي خلال الجولات الأخيرة، وذلك خلال موسم مليء بالتقلبات، ساهمت عدة عوامل في أن يكون سطره الأخير أخضرا ويتساءل الطرف “الأحمر” عن المسببات التي دفعت إلى نهاية مماثلة.
بداية بالتحضيرات للموسم الرياضي، مرورا لمرحلة اللاستقرار على المستوى التقني والتغييرات العديدة التي طرأت داخل التركيبة البشرية للفريق، إلى الإقصاء المبكر من مسابقة كأس العرش وكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال.. من يتحمل مسؤولية ضياع لقب البطولة للوداد؟!
شطحات المدربين.. من يتحمل المسؤولية ؟
من أصل ست مدربين تعاقبوا خلال الأربع سنوات الأخيرة، فقط الحسين عموتة من ظل لأزيد من 368 يوما في مهامه، قبل الانفصال عنه في يناير 2018، مما يكرس السياسة التي تنهجها إدارة الوداد، بقيادة الرئيس سعيد الناصيري، في مسألة اختيار الأطر التقنية التي تشرف على العارضة الفنية للفريق، وما يحدثه ذلك من ارتباك في السير العادي للفريق خلال الموسم الكروي.
إدارة سعيد الناصيري، بعد الانفصال عن المدرب التونسي فوزي البنزرتي، أسندت مهام تدريب الفريق إلى الصربي زوران مانولوفيتش، الأخير الذي لم يقض سوى 177 يوما (18مباراة)، قبل أن يتم تعويضه باللاعب الدولي السبق عبد الإله صابر، بصفة مؤقتة، ثم تعيين الفرنسي سيباستيان دوسابر، الذي لم يعمر سوى 36 يوما، قاد فيها الوداد خلال ست مباريات فقط، ليتم الاستقرار على الإسباني خوان كارلوس غاريدو، الذي ظل يشتغل في النادي من فبراير إلى شتنبر 2020، ليترك مهام إنهاء الموسم للمدرب الأرجنتيني ميغيل غاموندي.
انتدابات الوداد.. فشل بالجملة؟!
عزز فريق الوداد الرياضي، تركيبته البشرية، خلال “الميركاتو” الشتوي الماضي، بأزيد من 11 اسما، أمام استغراب الرأي العام الرياضي، كأحد أكثر الأندية العالمية نشاطا في سوق الانتدابات خلال تلك المرحلة، إلا أنه سرعان ما تبين أن الكم لا يقاس بالكيف، ليكون أنصار الفريق “الأحمر” تقييما سلبيا للتعزيزات التي أقدم عليها المكتب المسير.
وكان فريق الوداد الرياضي قد ضم؛ في مركز حارس المرمى؛ عيسى سيودي (قادما من شباب المحمدية) ويانيس حنين (قادما من موناكو الفرنسي)، في خط الدفاع؛ يحيى عطية الله (فرلوس اليوناني)، يوسف شينا (يوسوفية برشيد)، أيوب لمودن (النادي القنيطري)، عادل الرحيلي (أم صلال القطري)، محمد رحيم (الاتحاد البيضاوي)، في خط وسط الميدان؛ سفيان كركاش (نهضة بركان)، في خط الهجوم، الكونغولي كازادي كاسينغو (شباب المحمدية)، الأوغندي مادوندو غويل (هيبوس الأوغندي) والإيفواري لوريان جونيور غباغبو (بدون نادي).
باستثناء المهاجم الكونغولي كازادي كاسينغو الذي تم الاعتماد عليه لاعبا رسميا داخل الفريق وأظهر إمكانيات محترمة، فإن بقية الأسماء لم تقنع أنصار النادي، فيما أن بعضها ظلت حبيسة دكة البدلاء أو لم تدخل حتى في حسابات المدربين، حتى أن بعضها فك ارتباطه مع النادي، كما هو حال المدافع عادل الرحيلي والمهاجم الأوغندي جويل مادوندو، بعد أن تم تقديم هاته الأسماء كونها تعزيزات مهمة للمنافسة على الألقاب.
التسيير الإنفرادي.. الرئيس فوق الجميع!
خلافا لسائر الأندية الممارسة في البطولة الاحترافية، فإن الرأي العام الكروي المحلي يعيب على الوداد نهجه لسياسة التسيير الإنفرادي، في غياب تام للمقاربة التشاركية في طرح الأفكار ومعالجة الأوراش المهمة داخل نادي كبير ومرجعي، حيث يتصدر سعيد الناصيري، وحده، واجهة النادي “الأحمر”، متحكما في جميع الجوانب؛ التقنية والمادية والتسويقية..إلخ
بعيدا عن المؤدى التقني للفريق داخل أرضية الميدان، فإن الحديث عن الوداد ينحصر في دائرة ضيقة يتوسطها رئيس النادي، في مشهد من الضبابية عن تشكيلة مكتبه المسير والأدوار المنوطة بكل فرد داخله، في الوقت الذي تغيب فيه الحلقة التواصلية “الرسمية” داخل النادي، الأخير الذي فضل سياسة التعتيم في كل ما يتعلق بالأخبار والمستجدات من داخل مركب “بنجلون”.
حلقة مفرغة أخرى في منظومة الوداد، ترتبط بمؤسسة المنخرط، التي يتجسد دورها الطبيعي في نقل تساؤلات المناصرين وانتقاد بعض الشوائب في تسيير النادي، من أجل تصحيح الاختلالات، إلا أن تقييم سياسة الرئيس سعيد الناصيري، ظل منعدما، منذ تولي الأخير لرئاسة “الأحمر”، رغم بعض المواسم التي فشل فيها الفريق في بلوغ سقف التطلعات والأهداف المسطرة.