الناظور.. مصابون بكورونا يرفضون العلاج بمستشفى الحسني ويختارون “الموت” في منازلهم

4 نوفمبر، 2020 - 15:55 الريف الكبير تابعونا على Lwatan

في ظل “تفاقم” الوضع الوبائي في الجهة الشرقية في ارتباط بالتفشي المخيف لفيروس كورونا، أكد عدد من الأطباء الذين يشتغلون في مدينتي زايو والعروي، بضواحي الناظور، أنه صارت تسجل المدينتين أرقام “مرعبة” في ما يخصّ الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ، ما يفاقم القلق بشأن الوضعية الوبائية العامّة في المدينتين.

ونبّه الأطباء إلى الخطورة التي صارت تكتسيها الوضعية الوبائية محليا. وفي هذا الإطار أكد أحدهم أنهم يتعاملون يوميا مع حالات تظهر عليها أعراض الإصابة بالفيروس بينها حالات تظهر عليها أمارات تعب وإنهاك شديدين.

وفي هذا لاإطار أكد الدكتور عبد الواحد الوزاني، رئيس قسم الإنعاش والتخدير في مستشفى “الحسني” بالناظور، على أن السبب الرئيسي في تسجيل عدد كبير من الوفيات أن أغلب الحالات التي تمت معاينتها وتم إيداعها غرَفَ الإنعاش بلغت مراحل متقدّمة ووضعيات حرجة، بفعل تأخرها في التوجه إلى المستشفى.

وأبرز أن كثيرا من الحالات تتعمّد تفادي التوجه إلى المستشفى وتتّخذ قرارات أحادية صاربة عرض الحائط ما تفرضه برتوكولات وزارة الصحة بهذا الخصوص، إذ تباشر تتبّع البرتوكول العلاجي في المنازل دون استشارة الطبيب المختصّ.

وحسب مصادر مطلعة، فإن العديد من الأسر أصبحت تخشى من أخذ مرضاها إلى مستشفى “الحسني” بعد ارتفاع عدد الوفيات، وكذا بسبب مباشرة دفن المتوفين دون إعلام عائلاتهم، ما يجعلهم يفضّلون مواجهة “مصيرهم” داخل منازلهم. وفي هذا الإطار أكد الدكتور عبد الواحد الوزاني أنّ هناك حالات توفيت في منازلها، رغم إجرائها اختبار كورونا في المستشفى وكانت نتائجه إيجابية، لكنْ بعد الاتصال بهم لنقلهم إلى المستشفى رفضوا ذلك وفضّلوا القاء في منازلهم ولو أدى ذلك إلى وفاتهم فيها.

وأكد أحد الأطباء في زايو على أنهم يوصون المصابين بإجراء تحاليل مخبرية لكشف الإصابة بالفيروس، لكن معظم المواطنين يرفضون ذلك، دون أسباب واضحة.

ومن جانبه، أكد طبيب آخر أنه لا يريد تخويف الناس، لكنّ الوضع الوبائي الراهن صار يدعو إلى أخذ الحيطة والحذر بشدّة والتقيّد التام بكل التعليمات والترتيبات التي أقرّتها قبل الوزارة الوصية لتفادي الانتشار السريع والمخيف للجائحة في الآونة الأخيرة.

وأبرز الأطباء على أنهم لاحظوا نوع من “الاستهتار” الشديد من العديد من مواطني المدينتين، الذين لا يلتزمون بوضع كماماتهم الواقية، ويتعاملون مع الوباء كأنّ الوضع “عادي”، بينما يعدّ هذا السلوك واجدا من أسباب تفجّر الوضع في المدينتين.

وأبرز الأطباء في تصريحاتهم أن مستشفيات الجهة الشرقية صارت ممتلئة عن آخرها ولم تعد قادرة على استيعاب مزيد من المصابين. كما أن المستشفى الإقليمي “الحسني” بات عاجزا بدوره عن لستقبال حالات إضافية، ما يوجب على المواطنين تحمّل مسؤولياتهم والالتزام بتنفيذ التدابير والإجراءات الاحترازية.