وجد عبد الإله بن كيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية قائد التحالف الحكومي بالبلاد، نفسه مضطرا للحديث مع أعضاء الحزب بخصوص الرجة التي أثارها توقيع رئيس الحكومة وخلفة سعد الدين العثماني، أمس الثلاثاء، على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، لإعادة الأمور إلى نصابها.
الدولة “مافيهاش” اللعب
وقال بن كيران في بث مباشر في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مخاطبا أعضاء حزبه: “لا يمكن أن نضغط على العثماني ليقدم استقالته وندخل بلادنا في أزمة”، وأضاف يجب أن “نبقى واعيين ما عندنا إلا موقف واحد هو مساندة جلالة للملك لأننا نترأس الحكومة ولسنا أعضاء فيها”.
وأكد بن كيران أن التوقيع الذي وقعه سعد الدين العثماني أمام الملك، “طبيعي أن لا أحد منا سيعجبه، ولكن ما بين أن لا يعجبنا الأمر ونراسل رئيس المجلس لوطني أو الأخ الأمين العام وبين أن نتصرف تصرفات يفهم منها أننا ننسف هذا الموقف الأول الذي عبرنا عنه في الأمانة العامة، اسمحوا لي هذه ليست سياسة”.
وزاد رئيس الحكومة السابق مذكرا الأعضاء الغاضبين من العثماني ومنتقديه “الكلام الذي يقال اليوم علينا أن نقيل العثماني ونكلف العمراني برئاسة الحزب، اسمحوا لي هذا ليس الحزب الذي أعرف، الحزب الذي أعرفه هو حزب المؤسسات، وتجتمع في الوقت المناسب وتناقش وتقرر ما تشاء”، وذلك في رفض واضح منه لما بدر عن أفتاتي.
ومضى بن كيران بشكل حازم في وضع النقاط على الحروف “الأزمة ينبغي تكون عندنا وليس عند الدولة، لأن العثماني هو الذي وقع بيان الأمانة العامة حول الموضوع وأشاد بالقرارات وترأس الاجتماع ومعه الأمانة العامة وكانوا فرحين بالأصداء، ولذلك يجب عليك أن تسير حتى للنهاية، لأن الدولة مافيهاش اللعب”، في أشبه ما يكون بتحذير منه لإخوانه.
وأفاد بن كيران “اليوم كما كنا دائما عندنا الدولة والملكية أولوية. ثم قمنا بمجهود وصبرنا على أشياء من أجل أن يبقى الحزب موحدا، وللحفاظ على وحدتنا عليكم الهدوء ومراعاة مصلحة الدولة العليا، ولننتظر الوقت المناسب للحديث مع أميننا العام”.
“ما بيني وبين العثماني غير الصواب”
وعاد رئيس الحكومة للحديث عن علاقته الفاترة بالحزب وقيادته، كنت صامتا “صمت الشخص الذي لا يرى ما يسره، حتى أكون صريحا وواضحا معكم”، وأضاف “حال بيني وبين أن أغادر الحزب، أنه إذا وقف علي الحزب لمهمة معينة أو تدخل ولا يجدني وأسمى خذلته”.
ورغم دفاعه الواضح عن العثماني ضد الانتقادات التي واجهته، لم يفوت بن كيران الفرصة دون ذكر القطيعة بينهما، حيث قال: “أنا سي سعد ما بيني وبينو غير الصواب”، وأضاف “لما اتخذ الملك القرار لم يمنع أحدا من التعبير عن موقفه من الموضوع ولذلك حركة التوحيد والإصلاح المغربية اتخذت قرارها بأنها تتأسف في إطار الاحترام والتوقير اللازم”.
وزاد مبينا “اليوم لسنا حزبا عاديا وهو حزب يترأس الحكومة منذ عشر سنوات، وعضو أساسي في بنية الدولة التي يترأسها جلالة المك بالخصوص في القضايا المصيرية والسيادية مثل هذه”، واستدرك “من حقنا أن لا نقبل ولكن لا يمكننا أن نقول كلاما ونتصرف تصرفات ليسمى أننا نخذل دولتنا في قضية حرجة ولحظة حرجة، وأطلب منكم السكوت وأعرف الحمد لله عندي مكانة تسمح لي بأن أتكلم معك بهذا الخطاب”.
إشادة بقرار ترامب بشأن الصحراء
وثمن رئيس الحكومة السابق القرار الصائب للملك في تصفية قضية الكركرات بالطريقة “الموفقة التي ربما حياها العالم وليس القوى الداخلية”، مؤكدا أن اعتراف الرئيس الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية “ليس هناك مغربي عاقل يمكن أن يقول إنه ضد اعتراف الرئيس الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه”.
وأضاف بن كيران “من كان مسؤولا مثلي يعرف وزن هذا القرار، وهو قرار كبير جدا ولا يتخيل مدى حجمه، ولا يقول لي أحد يمكن أن تتراجع عنه أمريكا أو لا، لكل حدث حديث”.
وأوضح بن كيران “عندما كنت رئيس الحكومة لم أكن أتدخل في قضية الصحراء إلا بإذن من جلالة الملك لسبب واحد هو أنني كنت أعتبر هذه القضية قضية سيادية”، ومضى مشددا “لا يمكن لرئيس الحكومة التدخل في قضية الصحراء المغربية إلا بإذن جلالة الملك لأنها فيها معركة دامت أكثر من 40 سنة”.
وأشار رئيس الحكومة السابق إلى أن البلاد “اجتزنا مراحل صعبة جدا، وماذا كانت تفعل القيادة الجزائرية حتى تحطم علاقتنا بأقاليمنا الجنوبية وتدخل البلاد في خطر لا يعلم مصيره إلا الله”، في إشارة إلى معاكسة الجزائر المتواصلة للمغرب في ملف الصحراء.