خمسة أسباب وراء تأخّر توصل المغرب بلقاح ضد “كوفيد -19”

11 يناير، 2021 - 15:47 الأخبار الوطنية تابعونا على Lwatan

في الوقت الذي يتواصل انتظار المغاربة إعلان الوزارة الوصية على قطاع الصحة إعلان موعد الشروع في التلقيح ضد “كوفيد-19″، وضّح عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية في كلية الطب بجامعة محمد الخامس في الرباط، الأسباب الخمسة لتأخر توصّل المغرب باللقاح.

ووضّح الإبراهيمي، في تدوينة نشرها في صفحته الرسمية في ”فيسبوك”، أنه “من حقنا أن نسأل أين اللقاح؟.. ونرفض أن نبقى تحت رحمة الشّركات المصنّعة له.. تحدٍّ نقبله مع كثيرين من الكفاءات المحلية والمهاجرة، إذا أعطيت لنا الفرصة لذلك”.

وأبرز مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية في جامعة الرباط أن “سؤال تأخر التلقيح يردده الجميع هذه الأيام مع كثير من الإشائعات، وكأنّ تأمين شراء ملايين الجرعات يعني مباشرة التوصل بهما والشروع في التلقيح؟.. نعم، أثمّن نجاح المغرب في تأمين هذه الصفقات التجارية منذ مدة ووضع خطة للتلقيح الجماعي، ولكن تلك الإجراءات السيادية الوطنية تبقى مشروطة بالوضعية العالمية لتصنيع اللقاحات والمضاربات التجارية حولها”.

وتابع الإبراهيمي أن أسباب تأخر اللقاح تتمثل، أولا، في أن القدرة التصنيعية للعالم محدودة.. ورغم تطوير اللقاحات في وقت قياسي فلن تتمكن الشركات من صنع 10 ملايير جرعة مطلوبة للوصول إلى المناعة الجماعية”.

وأضاف المتحدث ذاته أن “ما سيزيد ندرة ذلك أن الدول المطورة للقاحات اشترت جميع الجرعات، وكمثال على ذلك، فأمريكا وأوروبا اشتريتا كل منهما 800 مليون جرعة”.

أما السبب الثاني في تأخّر توصل المغرب باللقاح فيتمثل، وفق الإبراهيمي، في أن “كل اللقاحات والمواد الأولية للأدوية وتصنيعها تسيطر عليها دولتا الهند والصين، ويجب أن نقبل أنه لن نتمكن من أي تلقيح قبل أن تقوم به هذه الدول، التي لن تسمح بأن نسبقها إلى ذلك، وهي المطورة أو المصنعة لهذه اللقاحان”.

ويتمثل السبب الثالث، بحسب الخبير ذاته، في أن “كل الدول غير المصنِّعة والمطوِّرة للقاحات تمكنت من شرائها من خلال مضاربات تجارية كبيرة.. فهناك دول اشترت اللقاحات بضعف ثمنها من ثلاث إلى خمس مرات، ومنذ يونيو” من السنة المنصرمة، إضافة إلى “جشع” بعضها، بتعبيره، موردا أن “كندا، مثلا اشترت ضِعف ما تحتاج من جرعات بخمس مرات”.

وحدّد الإيراهيمي السبب الرابع لتأخر وصول اللقاح إلى المغرب بكون “الحليف التقليدي للمغرب، والذي نعتمد عليه كثيرا خلال الأزمات -فرنسا- أبان عن عجز عجيب خلال هذه الأزمة، بطرح إستراتجيات خاطئة وبعدم تطوير أي لقاح قبل يونيو، ما جعلنا نلجأ إلى بلدان تؤمّن المقاربات الجيوسياسية والقدرة المالية أكثر من أي تعاون ثنائي”.

ويتمثل السبب الخامس، وفق المتحدّذ نفسه، في “إضعاف منظمة الصحة العالمية بعد صراعات الدول الممولة لها، ما أثر وسيؤثر كثيرا على تمكن الدول غير المطورة والمصنعة للولوج للقاحات، رغم مبادرة الـ”كوفاكس” من خلال ائتلاف الكافي”.

وشدّد الإبراهيمي، في تدوينته على أنه “في ظلّ كل هذه المعطيات، ولمواجهة هذه التحديات خلال هذه المرحلة الحرجة من المعركة من الحرب التي نخوضها على الجائحة يجب أن: نثق بمدبّري الشأن العمومي ونثمّن ما قمنا به حتى الآن وأن نثق بأن الخطط الاستباقية والتشاركية المغربية التي وضعها مدبّرو الأمر العمومي ستثبت فعاليتها كما أثبتت فعاليتها سابقا”.

وختم الإبراهيمي تدوينته قائلا “كأي جندي، وكل من موقعه، يجب أن نستمر في ما نقوم به من تدابير احترازية وفي الالتزام الجماعي للحفاظ على بعضنا بعض في مقاربة تشاركية مع مدبّري الشأن العمومي وبكل ثقة.. فهذا ليس وقت التمحيص في المسؤوليات وفرز المسؤولين عن أي تقصير”..

و”حتى لا نبقى دائما تحت رحمة هذه البلدان والشركات المطورة والمصنِّعة للقاحات”، دعا المتحدّث ذاته إلى “أن نطور، الآن، مغربا باستقلالية علمية تُمكّنه من تطوير اللقاحات وقدرة التصنيعية لها.. تحدّ نقبله مع كثيرين من الكفاءات المحلية والمهاجرة لو أتيحت لنا الفرصة”.