لوطن | عبد الجليل أحمدي (مراكش)
مرورا بشارع مولاي عبد الله بمدينة مراكش، ما إن تقف عند الإشارات المرورية، حتى تجد نفسك وسط جحافل من المتسولين، امتلأت جنبات الطرق والأماكن العامّة بهم .
هم في كل مكان في المقاهي و الاسواق و امام المساجد خاصة خلال أيام الجمعة والمناسبات الدينية و المحطات الطرقية في كل مكان وزمان ، قد يوجد بينهم من هو محتاج فعلا ولكن الغالبية هي التي تشكل الانطباع عن أي جماعة من الناس! فمنهم من يستدر عطف المارة بادعاء الاصابة بعاهة مستديمة، ومن ينتحل هوية مواطن أجنبي تقطعت به السبل او هرب من موطنه جراء الحرب ، ومن يستغل الأطفال في التسول بهم، بل هناك ميسورون وجدوا في هذه المهنة ضالتهم من أجل الاغتناء مستغلين عطف وسذاجة المتصدقين.
ظاهرة التسول تفاقمت بشكل صارخ في مدينة مراكش ، خلال السنتين الأخيرتين، جراء جائحة فيروس كورونا، وما رافقها من إجراءات احترازية، أدت إلى توقف معظم الانشطة .
يشار إلى أن عدد المتسولين بالمغرب يناهز بحسب إحصائيات رسمية 200 الف، لكن تقارير وأبحاث غير رسمية تتحدث عن وجود أزيد من 500 ألف متسول بالمغرب حاليا، وهو رقم تفاقم جراء أزمة كوفيد.
على الرغم من الجهود المبذولة من طرف السلطات من أجل القضاء على هذه الظاهرة، التي يجرمها القانون فإن أعداد المتسولين بالبلاد في تزايد مستمر جراء تفاقم الأزمات الاقتصادية .
محاربة آفة التسول، بالمغرب تستدعي، مضاعفة الجهود والعمل على تحسين الاستراتيجيات الاجتماعية، من أجل إيجاد حلول جذرية للفقر، واستئصال أسبابه.