بقلم : محمد الورياشي
قليلا أو نادرا إن صح التعبير ما أجد نفسي أدلي بشهادة في حق شخص مهما على منصبه أو نزل لإعتبارات موضوعية .
ومن منطلق الإعتراف بكاريزما أي مسؤول في ربوع هذا البلد الذي ننتمي له جميعنا والذي نغار عليه ، وهي الكاريزما التي تنعدم لدى غالبية مسؤولي إدارتنا على إختلافها وتنوعها والتي تحدد موقفنا من بعضهم وتجعلنا نعجب بالبعض الآخر ولو على قلتهم.
إن قوة شخصية المسؤول ووثوقه بأدائه محددا أساسي في الإدلاء بالشهادة والإعتزاز بالشخص ومساره المهني والإفتخار به محليا وجهويا ووطنيا.
إن موضوع الحديث أو الشهادة يهم السيد محمد الدخيسي الغني عن التعريف بعد تعيينه مديرا للشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، ومدير مكتب الإنتربول بالمغرب شهر يناير من سنة 2016 بعد أن حضي بثقة مختلف مديري المديرية العامة ممن وضعوا ثقتهم في شخص الدخيسي وعينوه في مختلف المناصب بمختلف المناطق المغربية خصوصا تلك المصنفة ب”الصعبة” ومن ضمنها الناظور التي إشتغل بها رئيسا لمنطقتها الإقليمية للأمن وحقق بها ما كان مستحيلا من ذي قبل شن كبريات الحملات التمشيطية وأطاح بالعديد من الرؤوس المشتغلة في مجال تهريب المخدرات على الصعيد الدولي وأخلى بحيرة مارتشيكا من قوارب “الفانطوم ” المخصصة آنذاك للتهريب الدولي للمخدرات والأرشيف والذاكرة الجماعية لساكنة الإقليم شاهدة على منجزات إبن مدينة وجدة عاصمة الجهة التي ننتمي لها .
وذاكرتي تحتفظ للسيد محمد الدخيسي كما هو شأن ذاكرة زملائي ممن كان التواصل بيننا وبين ذات المسؤول الأمني الذي كان إسمه يرعب كل مخالف للقانون حتا من ذات البيت الذي ينتمي له ( تحتفظ ) بالمواقف الشجاعة وللإستجابة الفورية مع الجسم الإعلامي فيما يتعلق بالنقط السوداء .
كان إحترامه وتقديره لإعلاميي ذات الفترة مثار إعجاب، إلى جانب تواصله على خلفية تدخلات مختلف المصالح الأمنية التي كان يشرف عليها .
هي مزايا ومميزات عديدة يصعب على المرء تعدادها أو حصرها كانت ولازالت تميز الدخيسي عن سابقيه ولاحقيه من المسؤولين الأمنيين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن الأمني على مستوى إقليم الناظور.
عرف بفرضه الإحترام لشخصه وللمؤسسة التي ينتمي إليها ، كما عرف بإنسانيته وهو ما جعل من شخصيته قوية لصعوبة الجمع بين الصرامة والإنسانية خصوصا وأن المعني ينتمي لمؤسسة أمنية.
لن أنكر وقد لا يختلف معي كل غيور على هذا الإقليم في أن رحيل الدخيسي عن الناظور كان خسارة للأخير ، بالرغم من متمنياتي له بالتوفيق في مساره أينما حل أو إرتحل ولن أشكك في تقدير الدخيسي للناظور وساكنتها وحبه للمنطقة التي ينتمي لها وإشتغل بها .
لكن قد نجد ما يخفف عنا ، فالدخيسي لم يرحل دون أن يترك لنا أشخاصا نقدرهم على مجهوداتهم ونفتخر بحصيلتهم وهم مصدر ثقة المسؤولين المركزيين ويتعلق الأمر برئيس الشرطة القضائية كمال فليل الذي لم ينفي يوما إعجابه برئيسه الدخيسي والذي حقق الشيئ الكثير والحصيلة شاهدة على ذالك.
ومن ضمن الأسماء تختزن ذاكرتي مسار فكري رئيس الإستعلامات العامة الذي شق طريقه بثبات وهو إسم مشهود له بالكفاءة .
إن الدخيسي محمد لم ينسى الناظور وحاجتها للأمن والإسقرار من خلال الحد من إنتشار الجريمة المنظمة ، وما يؤكد ذالك تفقده في أكثر من مناسبة للإقليم من خلال الدفع لتنظيم حملات أمنية تمشيطية أتت أكلها.
ومن خلال هذا العمود وعلى سبيل الختم أرفع القبعة لهذا المسؤول إحتراما له وتقديرا لمجهوداته، وهو يقود حملة بمختلف جماعات الإقليم وعلى رأسها الناظور المدينة بمشاركة أمنيين من مختلف المناطق المغربية المشهود لهم بالكفاءة والمشتغلين بمختلف المصالح الأمنية وأسلاكها، وهي العملية التي نستبشر من بعدها خيرا .
ف”برافو وألف برافو” السيد محمد الدخيسي إبن الشرق الذي سطع نجمه وجعلنا نفتخر به وبكل أبناء الجهة ممن سارو على الدرب في مجالات مختلفة .