متابعة
دعت سفارة المملكة المغربية بكييف، المواطنين المغاربة المتواجدين في أوكرانيا بمغادرتها “حرصا على سلامتهم”، وذلك عبر الرحلات الجوية التجارية المتوفرة.
كما دعت السفارة في بيان لها، المواطنين المغاربة الراغبين في السفر الى أوكرانيا إلى تأجيل سفرهم في الوقت الراهن.
وقبل ساعات من بيان السفارة المغربية، كانت الخارجية الأميركية قد أمرت موظفيها غير الأساسيين بمغادرة أوكرانيا، وسط تحذيرات من غزو روسي محتمل قد يبدأ خلال أيام، في حين توالت البيانات من دول عديدة التي تدعو مواطنيها للرحيل فورا قبل فوات الأوان.
وقالت السفارة الأميركية في كييف، اليوم السبت، في تغريدة على تويتر “على الرغم من خفض عدد الموظفين الدبلوماسيين سيواصل الفريق الدبلوماسي الأساسي وزملاؤنا الأوكرانيون ووزارة الخارجية والموظفون الأميركيون في أنحاء العالم الجهود الدبلوماسية وجهود المساعدة الدؤوبة لدعم أمن وديمقراطية ورخاء أوكرانيا”.
وذكرت أيضا أن روسيا لديها خياران “إما الحوار والدبلوماسية أو المواجهة والعواقب”.
في الوقت نفسه، قالت متحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن بلادها قررت “ترشيد” طاقمها الدبلوماسي في أوكرانيا خشية “استفزازات” من كييف أو أي طرف آخر.
ولم توضح المتحدثة الروسية ما إن كان هذا يعني خفض عدد الموظفين، لكنها قالت إن السفارة والقنصليات الروسية بأوكرانيا ستواصل القيام بمهامها الرئيسية.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزارة الخارجية تنوي الإعلان عن إصدار توجيهات بمغادرة أغلب موظفيها في سفارتها بكييف.
وقالت المصادر ذاتها -التي طلبت من أسوشيتد برس عدم نشر أسمائها- إن عددا محدودا من الدبلوماسيين الأميركيين قد ينقل إلى أقصى غربي أوكرانيا بالقرب من الحدود مع بولندا حتى تستطيع الولايات المتحدة الإبقاء على وجود دبلوماسي في هذه البلاد.
في تلك الأثناء، توالت البيانات من دول عديدة شرقا وغربا، لتحذير مواطنيها من البقاء في أوكرانيا.
وخلال الساعات الماضية، حثت الكويت والعراق وفنلندا وأستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا مواطنيها على مغادرة أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، حفاظا على سلامتهم.
وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي في تصريح لقناة سكاي نيوز (Sky News) “على المواطنين البريطانيين مغادرة أوكرانيا فورا بأي وسيلة ممكنة، وعليهم ألا يتوقعوا -مثلما حدث في الصيف بأفغانستان- أن يكون هناك احتمال لأي إجلاء عسكري”.
وأضاف هيبي أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد بشأن الوجود الدبلوماسي البريطاني في أوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد وجه رسالة مماثلة الخميس، إذ دعا مواطنيه إلى مغادرة أوكرانيا فورا، وقال إنه لن يرسل تحت أي ظرف قوات إلى الميدان، حتى من أجل إجلاء الأميركيين، إذا حدث غزو روسي، مؤكدا أن الأمر سيكون بمثابة “حرب عالمية”.
في غضون ذلك، نقلت شبكة “بلومبيرغ” (Bloomberg) عن مسؤولين أميركيين أن العملية الروسية المحتملة قد تبدأ الثلاثاء المقبل، لكنهم شددوا على أن النوايا النهائية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هذه العملية غير معلومة.
وأضافت المصادر نفسها أن التحرك الروسي قد يتضمن إثارة استفزاز في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) حيث يقاتل الجيش الأوكراني منذ سنوات الانفصاليين المدعومين من موسكو، أو شن هجوم على العاصمة كييف.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن ثمة احتمالا كبيرا بأن تُقْدم روسيا على غزو أوكرانيا قبل نهاية الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة بالصين، والتي تختتم في 20 من الشهر الجاري.
وأضاف سوليفان، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أمس، أن هجوما روسيا على أوكرانيا “قد يحدث في أي يوم بدءا من الآن، وسيبدأ على الأرجح بهجوم جوي” وتحدث عن احتمالات كبيرة بأن يشمل الاجتياح الروسي مدنا كبرى في أوكرانيا، بما فيها العاصمة كييف.
وتابع أن قوات روسيا على حدود أوكرانيا وفي بيلاروسيا (الجارة الشمالية لأوكرانيا) تظهر أنها في موقع يسمح لها بشن هجوم، مشيرا إلى حشد موسكو أكثر من 100 ألف جندي من قواتها على الحدود مع أوكرانيا.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس أنها قررت إرسال 3 آلاف جندي إضافي إلى بولندا، للانضمام إلى 1700 جندي موجودين هناك حاليا.