أزاحت “ديستي” القناع عن عمليات ابتزاز تعرض لها أثرياء وأعيان، دفعوا إثرها شيكات بمبالغ كبيرة لفائدة مصحة للتجميل، يملكها طبيب متخصص، اشتهر في قنوات التواصل بعرض مهاراته ومختلف العمليات التي يجريها، إذ كشفت تحريات عناصر الاستخبارات المدنية استغلال ذوي العاهات من الفقراء والمحتاجين، والادعاء بإجراء العمليات مجانا لهم، بينما الحقيقة أنهم الطعم الذي تجنى بواسطته ملايين الدراهم.
وأحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المتورطين في الملف، أول أمس (السبت)، على وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية، الذي أرجأ تقديم الطبيب مالك المصحة، بينما أودع بالسجن أربعة متهمين، هم على التوالي زوجة الطبيب المشهور، وشقيقه، وممرضتان.
وضربت سرية كبيرة على القضية، التي انطلقت فيها أبحاث عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني قبل أشهر، لتدخل بعد ذلك الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مستغلة المعلومات الدقيقة التي توفرت لها، وهويات أكباش الفداء الذين استغلوا في جمع التبرعات، وكذا هويات سيدات ورجال الأعمال وزوجات وزراء وغيرهم ممن انطلت عليهم حيلة شبكة مصحة الطبيب المشهور وقدموا باسم مصحة التجميل شيكات تختلف قيمتها المالية.
ورغم خضوع الطبيب مالك المصحة لأبحاث مطولة استغرقت ثلاثة أيام، إلا أن ملفه مازال مفتوحا ولم يتخذ فيه قرار، سيما أنه نفى خلال الاستماع إليه من قبل ضباط الفرقة الوطنية، صلته أو علمه بعمليات الابتزاز، أكثر من ذلك أشار إلى أنه لا يتدخل في التسيير المالي.
وكشفت الأبحاث أن الاتصال بالأثرياء لطلب المساعدات المالية لفائدة العمليات الجراحية للفقراء والمحتاجين، كانت تجرى من قبل شقيق الدكتور باتفاق مع زوجته، إذ بعد اختيار الضحية يتم الاتصال به وفي حالات إرسال صور أو شريط على “واتساب”، لاستدراج عطف المستهدف وإحراجه لإجباره على الدفع.
وتدر المصحة يوميا مبالغ أقلها 20 مليونا، إذ لم تعد تعول على الزبناء، بل أصبح مسيروها يبحثون عن الحالات لاستغلالها في الابتزاز الإحساني، كما أن الظهور بشكل مكثف في قنوات التواصل و”يوتوب”، واستعراض الحالات وخطابات التطوع لإجراء عمليات مجانية لمصابين في حوادث أو اعتداءات، زادت من حجم التعاطف مع المصحة وجعلت المستهدفين يثقون ويستسلمون.
وستكشف جلسات المحاكمة، جوانب أخرى من القضية، سيما أن الممرضتين حاولتا بدورهما التنصل من المسؤولية، لأنهما مستخدمتان فقط، إلا أنه زج بهما في السجن، ما يعني أن المواجهات ستحتدم أثناء المواجهة وتفضح كل شيء.