متابعة
مع وصول أعداد الإصابة بفيروس “جدري القرود” في إسبانيا إلى العشرات، أضحى احتمال ربط ظهور هذا الداء بالمثلية الجنسية مطروحا بقوة أكبر، ودفع وزير الصحة الإسباني، إنريكي رويث إسكوديرو، إلى الإعلان عن وجود تحقيقات بخصوص ظهور المرض لأول مرة في فضاءات للجنس الجماعي للمثليين جنسيا في كل من جزر الكناري ومدريد.
وأعلنت إسبانيا أمس الاثنين، عن أن تعداد حالات الإصابة المؤكدة بهذا الفيروس وصلت إلى 30، وهو ما يعني ثلث الحالات المسجلة من طرف منظمة الصحة العالمية في 12 عشر دولة إلى غاية يوم أمس، والتي تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، في حين تتفوق عليها في ذلك جارتها البرتغال بما مجموعه 37 حالة.
ونقلت شبكة “يورو نيوز” عن وزير الصحة الإسباني قوله إن سلطات بلاده تحقق في الصلات المحتملة بين حدث “غاي برايد” الأخير في جزر الكناري، الخاص بالمثليين جنسيا من الذكور والذي اجتذب إليه حوالي 80 ألف شخص، وبَين تفشي هذا الفيروس، وخاصة الحالات التي ظهرت في “ساونا” بالعاصمة مدريد والتي سُجلت بها حصة الأسد من الإصابات.
وطرحت الحكومة الألمانية الاحتمال نفسه، حيث أصدرت تقريرا يتوقع ظهور المزيد من الإصابات مبرزة أن خطر العدوى “يبدو أنه يكمن أساسا في الاتصالات الجنسية بين الرجال”، وتابعت أن الحالات الأربع المؤكدة في ألمانيا تم ربطها بحفلات في جزر الكناري وفي برلين، حيث حدث نشاط جنسي، وهو الأمر الذي يلقى تأييدا أيضا من منظمة الصحة العالمية.
وقال الدكتور ديفيد هيمان الرئيس السابق لقسم الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، في تصريحات نقلتها وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن النظرية التي تتحدث عن انتقال المرض عبر الاتصال الجنسي بين الرجال المثليين وثُنائيي الجنس في حفلتين أقيمتا في إسبانيا وبلجيكا هي الأكثر ترجيحا، وأضاف “نعلم أن جدري القرود يمكن أن ينتشر عندما يكون هناك اتصال وثيق مع شخص مصاب، ويبدو أن الاتصال الجنسي قد أدى الآن إلى تضخيم هذا الانتقال”.
وترأس هيمان اجتماعا عاجلا للمجموعة الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن تهديدات الأمراض المعدية لتقييم الوباء، يوم الجمعة الماضي، وقال إنه لا يوجد دليل يشير إلى أن جدري القرود قد تحور إلى شكل أكثر عدوى، في حين أكدت وكالة الأمم المتحدة أن تفشي المرض “حدث غير عادي” وأن حقيقة ظهور حالات في العديد من البلدان المختلفة تشير إلى أن المرض ربما كان ينتشر بصمت لبعض الوقت.