أشادت كل الجماهير المغربية بالمستوى العالي والقتالية الكبيرة التي بصمت عليها عناصر المنتخب المغربي أمس السبت، خلال ودية البرازيل، التي انتهت لصالح الأسود بنتيجة 1/2، مشيرة إلى أن هذا الانتصار غير المسبوق في تاريخ الكرة العربية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما حققه الفريق الوطني بمونديال قطر لم يكن أبدا صدفة.
وبالرجوع إلى الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذه الصحوة التاريخية التي يعيش على وقعها المنتخب المغربي خلال الفترة الأخيرة، فقد أجمع الكل على الدور الكبير والبارز الذي لعبه ويلعبه الناخب الوطني “وليد الركراكي” منذ تعيينه على رأس الجهاز الفني للمنتخب، في إشارة إلى تغييره كل قواعد ومفاهيم الكرة لدى اللاعبين، واشتغاله بشكل كبير على نفسية وعقلية اللاعبين، الذين أصبحوا كالوحوش الضارية المستعدة لافتراس كل شيء في طريقها ولا تخشى أي عدو مهما كانت قوته.
وكدليل على ما قيل سابقا، لقطة طريفة أثارت جدلا واسعا عبر المواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب ودية الأمس أمام البرازيل. فبعد أن أهدر “زياش” محاولة حقيقية كان بالإمكان تحويلها إلى هدف حقيقي، عبر بطريقة عفوية عن حسرته (الصورة)، بعض أصابع يده من غيضه على ضياع الفرصة، غير أن رد “الركراكي” كان أروع وأجمل بكثير، فالرجل لم يؤاخذه ولم يعتب عليه، ولكنه سرعان ما ابتسم في وجهه وبادر إلى تشجيعه بطريقة تبرز عظمة الرجل وأسلوبه المتفرد في شحذ همم اللاعبين وتعبئتها بطاقة إيجابية كبيرة.
هذه الحركة العفوية البسيطة، تلخص بصدق حجم الفوارق الشاسعة بين مرحلة “وليد” وتجربة “وحيد” التي اجمع الكل أن سبب فشلها يكمن أساسا في الطريقة التي يتعامل بها مع اللاعبين، بدليل أن “الركراكي”، وبنفس التركيبة البشرية تقريبا التي كانت مع “خاليلوزيتش”، استطاع بلوغ نصف نهائي كأس العالم، بعد أقل من 3 أشهر فقط على تعيينه مدربا للأسود، قبل أن يزكي هذه الصحوة بانتصار تاريخي جديد على منتخب البرازيل، متصدر الترتيب العام لأفضل المنتخبات في العالم.