انمون:
نظمت رابطة الشباب للتنمية والتضامن بالناظور بالمشاركة مع مؤسسة الأعمال الإجتماعية للتعليم بنفس المدينة ندوة علمية و اجتماعية و صحية حول موضوع “واقع الصحة بالريف”, وذلك يوم الإثنين العاشر من فبراير بقاعة المحاضرات و الندوات بمؤسسة الأعمال الإجتماعية للتعليم بالناظور, وقد وجهت الدعوة لمسؤولي الصحة بالإقليم خصوصا أطر مندوبية الصحة و أطباء من مختلف التخصصات, وقد قبل الدعوة ثلة من الأساتذة والأطباء والدكاترة إلى جانب فعاليات مجتمعية تنشط في النسيج الجمعوي المهتم بقضايا الشأن الصحي, في حين تخلف الباقي بسبب التزامات عملية.
بداية أعطيت الكلمة للدكتور نور الدين الصبار بصفته طبيب جراح و مدير سابق لمستشفى الحسني بالناظور, و الذي أقر بمشكلة قطاع الصحة على المستوى الوطني و المحلي و أن المشكل يتجلى أساسا في النقص الحاد في الموارد المادية و البشرية على حد سواء, مشيرا إلى أن المغرب يعاني من نقص ما يزيد عن 10 آلاف طبيب و 60 ألف ممرض, و أضاف السيد الصبار أن نقص الموارد البشرية يعد مشكلة للصحة في المغرب بسبب عدم توفير ميزانية كافية لتغطية القطاع, في الوقت الذي تؤكد فيه منظمة الصحة الدولة على ضرورة تخصيص 12% من ميزانية الدولة لهذا القطاع.
وفي تدخل الدكتور محمد بولعيون بصفته متصرف إقليمي سابق بوزارة الصحة و الذي أكد على أن المنظومة الصحية بمدينة الناظور في حاجة ماسة إلى إعادة هيكلتها و إصلاحها لتلبي حاجيات المواطنين, مع مراعاة نهج سياسة القرب, و شدد المتحدث على ضرورة تنزيل المضامين الدستورية التي تلح على أهمية الصحة للمواطنين, مثل تجويد الخدمات و تعميمها والرعاية الصحية و إنشاء مراكز إستشفائية, وتابع السيد بولعيون أنه رغم المجهودات المبذولة في هذا القطاع بمدينة الناظور, إلا أن هناك نقصا حادا على المستوى المادي والبشري و الخدمات و التجهيزات و إنشاء المراكز الصحية, خاصة في الجماعات القروية.
أما في يخص الدكتور عبد الحكيم معيوة بصفته طبيب أخصائي في العلاج النفسي و السلوك المعرفي فقد تطرق لموضوع الأزمات النفسية بمدينة الناظور, و التي تعود حسب المتحدث إلى أسباب مختلفة من بينها الإكتئاب و الإدمان و الفصام إضافة إلى العنف المدرسي و الأسري داخر المراكز و المؤسسات, و دعا السيد معيوة إلى ضرورة إدراج التربية الجنسية في القررات الدراسية منذ الطفولة باعتبار الجنس بؤرة مختلف الأمراض التي يعاني منها أفراد المجتمع و التي تشكل أزمات نفسية حقيقة في الكبر, مؤكدا أن معدلات الإضطرابات السيكوجنسية مرتفعة جدا بالمقارنة مع جميع الأمراض الأخرى.
وفي مداخلة الدكتور مراد أبركان بصفته طبيب عام بمدينة الناظور, فقد تمحورت حول الواقع المزري للصحة في المغرب و الذي يعود فيه المشكل أساسا إلى أسباب مادية و أخرى تتعلق بقلة الموارد البشرية, و أبرز السيد أبركان أن المغرب عموما يعرف نقصا حادا في الأطر الطبية في جميع الإختصاصات, باعتبار مجموع الأطباء في القطاع بصفة عامة بلغ 24 ألف طبيب أي بمعدل طبيب واحد لكل 10 آلاف نسمة, فيما توصي منظمة الصحة العالمية ب 24 طبيب لكل 10 آلاف نسمة.
أما بالنسبة لكلمة الدكتور منتصر بنتهامي بصفته أخصائي في الأمراض الصدرية و السل و دكتور في الحقوق فقد أكد على أن القطاع الصحي يعاني خصوصا من ناحية الصعوبات التي يواجهها المريض لولوجيته لخدمة التطبيب, إضافة إلى إقراره بندرة الموارد المالية و البشرية بالمنظومة الصحية ككل.
وقبل الختام تم تقديم مجموعة من المقترحات و التوصيات القيمة التي أسفرت عنها هذه الندوة سواء المقترحة من طرف المشاركين في تأطير الندوة أو المتفاعلين من الجمهور.