في “رد جديد” على ضم سفارة الرباط بمدريد لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى خريطة المملكة، عرضت القوات البحرية الإسبانية فرقاطتين حربيتين لها بسواحل مليلية.
وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن “رينا صوفيا (F-84) وكنارياس (F-86)، وهما من أقوى فرقاطات الجيش الإسباني، حطتا في مدينة مليلية المحتلة يوم السبت المنصرم، بعد أيام قليلة من نشر صور دورية مراقبة عسكرية في المدينة عينها”.
ونقلا عن المصادر عينها فإن “ظهور الفرقاطتين بمليلية المحتلة هدفه إظهار القوة لدى ساكنة المدينة، وكذا للرد على استمرار الجدل الحاصل حول إدراج سفارة الرباط بمدريد لسبتة ومليلية ضمن الخريطة الرسمية للمملكة المغربية”.
وستشارك القطعتان البحريتان في مناورات للناتو تسمى بـ “التمرين متعدد الجنسيات للحرس الديناميكي”، ويأتي توقفها في مليلية المحتلة في هذا السياق الزمني كـ”رد جوهري على المغرب”، حسب إعلام الجارة الشمالية،.
وحسب المصادر الإعلامية سالفة الذكر، فإن “هاته الاستراتيجية، التي يعتمدها الجيش الإسباني في مليلية وسبتة، أصبحت ظاهرة بشكل كبير تزامنا مع أي جدال هوياتي للمدينتين المحتلتين، إذ تم عرض زورق Sentinel Navy في أواخر غشت المنصرم، مع السماح للزوار برؤيته عن قرب”.
محمد أكضيض، خبير أمني، قال إن “ظهور هاتين الفرقاطتين بمليلية المحتلة هو رد واضح يحمل قدرا مهما من البروباغندا السياسية على مطالب المملكة بشأن سبتة ومليلية”.
وأورد أكضيض، أن “هذا الأمر أيضا رد للرأي العام الإسباني حول مطالبه بالتشديد على إسبانية المدينتين، وهي الأصوات التي تعالت بشكل مهم في الانتخابات الأخيرة”.
حسب المتحدث ذاته، فإن “الفرقاطتين تحملان رسالتين؛ أولاهما محاربة الهجرة السرية بالمنطقة والتي من الممكن أن تتأثر بالمتغيرات التي تجري حاليا في الساحة الإفريقية، وثانيتهما لتهدئة الأصوات المعارضة لإدراج سفارة المملكة لسبتة ومليلية ضمن الخريطة الرسمية”.
ولفت الخبير الأمني عينه إلى أن “المغرب سيواصل التزامه بحسن الجوار مع إسبانيا، خاصة أن العلاقات بين البلدين تسيران في اتجاه مميز”، مشددا على أن “ذلك لن يوقف مطالب المملكة لإعادة الثغرين المحتلين إلى أقاليمها الحقة”.
من جانبه، بيّن محمد العمراني بوخبزة، خبير في العلاقات الدولية ومختص في الشأن الإسباني، أن “هذا الأمر يدخل في ظل مزايدات إعلامية معروفة بامتعاضها لمستويات التقدم الكبيرة في العلاقات بين مدريد والرباط”.
واعتبر بوخبزة، ضمن تصراحاته لوسائل اعلام مغربية، أن “التنافس الحاد بين الفرقاء السياسيين الإسبان يدفع ببعضهم إلى إثارة مواضيع تمس مستويات العلاقة القوية بين المملكتين”.
“هذا الوجود العسكري هو أمر معتاد تماما من خلال وجود قواعد عسكرية إسبانية في مليلية وسبتة وجزر عديدة؛ وبالتالي ظهور هاتين الفرقاطتين في مليلية المحتلة ليس بالأمر الجديد”، قال المتحدث ذاته.
في جوابه حول ما إن كان هذا الوجود الاعتيادي العسكري يدفعنا إلى التطبيع معه، شدد الخبير في العلاقات الدولية والمختص في الشأن الإسباني على أن “هذا الأمر لا يمكن أن نطبع معه أبدا؛ لأن المطالب المغربية لم تتوقف، غير أنها لا تحمل الطابع العدائي، معتمدة بذلك على الحكمة والمنطق التفاوضي”.