lwatan.com
نشرت صحيفة “إلباييس” الإسبانية تقريرا مفصلا عن هذه الأزمة القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، على ضوء المستجدات الأخيرة التي شهدتها العلاقات بين الجانبين، مبرزة أن المغرب يتقن فن معاقبة من يتعارض مع مصالحه، وهو ما جعله يقبل بمساعدة 4 دول وصفها بـ “الصديقة” في عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض بالمناطق المتضررة من الزلزال مستبعدا فرنسا من القائمة.
وأضافت الصحيفة أن المغرب استغنى عن حليفه التاريخي فرنسا، بعدما دعمته كل من أمريكا و إسبانيا و إسرائيل، وهي الدول التي اعترفت بمدى صدقية خطة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية.
وأوضحت الصحفية أن قضية الصحراء و الجزائر و التجسس عبر بيغاسوس، خيما على العلاقات الفرنسية المغربية التي كانت وثيقة، بينما تقربت الرباط أكثر فأكثر من إسبانيا، المستعمرة السابقة للصحراء.
و بالإضافة إلى الأسباب المذكورة، تضيف “إلباييس” فإن “الزلزال زاد من فجوة الخلاف الحاصل بين البلدين، رغم أن عشرات الدول التي عرضت المساعدة على الرباط لم تحصل أيضاً على الموافقة”.
ويرى عدد من المحللين، بحسب ذات المصدر، أن المغرب استبعد فرنسا لأنها لم تعد دولة صديقة و غير موثوق فيها، وبالتالي عاقبتها وكأنها تقول: “نحن لسنا بحاجة إليك”أو “لم تعودوا الشريك المفضل”.
ونقلت الصحيفة عن خديجة محسن فينان، الأستاذة بجامعة باريس 1، أن عدم تجاوب المغرب مع فرنسا بخصوص المساعدات الفرنسية وقبولها من دول مثل إسبانيا، كان بمثابة “رغبة في إرسال رسالة”، هي نفسها التي عبر عنها الملك محمد السادس في خطابه عام 2022، عندما قال إن الصحراء ستكون المنظار الذي سيحكم العلاقات الدولية للمغرب.
وأضافت”مع الزلزال وجد المغرب الفرصة سانحة ليظهر لفرنسا أنها ليست دولة صديقة، عكس إسبانيا”
أما الكاتب الفرنسي المغربي الطاهر بن جلون، يرى أن المغرب يود من فرنسا، مثل الدول الأخرى، “أن تدرك أن خطته بشأن الصحراء هي الأكثر جدية و واقعية، لكن ماكرون لن يعترف بذلك لأن الضغوط من الجزائر هائلة”.
يقول بن جلون: “الأزمة بين فرنسا والمغرب ليست بين دولتين، بل بين رئيسي الدولتين”، و وضع اللوم على ماكرون لارتكابه أخطاء دبلوماسية آخرها خطابه المباشر للمغاربة، على الرغم من قوله “أن الأمر متروك لجلالة الملك وحكومة المغرب، بشكل سيادي، لتنظيم المساعدات الدولية”