وكالات
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أمس الخميس، عن بناء مصر لمخيم ضخم للاجئين في صحراء سيناء، محاط بجدران خرسانية عالية، تحسبا لحدوث نزوح جماعي من قطاع غزة في حال شنت إسرائيل هجوما بريا على مدينة رفح جنوبي القطاع.
وذكرت الصحيفة أن المخيم، الذي يقع بالقرب من الحدود مع غزة، يمكنه إيواء أكثر من 100 ألف شخص داخل خيام، ونقلت عن مسؤولين مصريين ومحللين أمنيين قولهم إنّه جزء من خطة طوارئ وضعتها مصر تحسبا لتمكن عدد كبير من الفلسطينيين من الفرار من غزة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي مصر لتعزيز الأمن على طول حدودها مع غزة منذ أسابيع، من خلال نشر الجنود والأسوار والعربات المدرعة لمنع تدفق الفلسطينيين اليائسين إلى شبه جزيرة سيناء.
ولكن، نفى محافظ شمال سيناء المصرية، الخميس، التقارير الأولية بشأن بناء مخيم محتمل للاجئين الفلسطينيين، وفقا لوول ستريت جورنال، قائلا إن الأنشطة في المنطقة هي جزء من حصر للمنازل التي جرى تدميرها في المنطقة خلال الحملة العسكرية المصرية الماضية ضد متطرفي تنظيم داعش.
مخاوف من أزمة إنسانية في غزة
وتثير خطط بناء مخيم ضخم للاجئين في سيناء مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني أكثر من 2 مليون فلسطيني من حصار إسرائيلي خانق منذ عام 2007، أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية بشكل كبير.
وتحذر منظمات حقوقية من أن أي هجوم بري إسرائيلي على غزة قد يتسبب في نزوح جماعي للسكان، خاصة في ظل عدم وجود مأوى كافٍ لهم.
مصر تلعب دور الوسيط
وتلعب مصر دور الوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين لمنع تصعيد الأوضاع في غزة، وقد نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين في مايو 2021 بعد حرب استمرت 11 يوما.
وتسعى مصر أيضا إلى إعادة إعمار غزة وتحسين الأوضاع المعيشية للسكان، لكنها تواجه صعوبات في ظل عدم استجابة المجتمع الدولي لدعم جهودها.
ويُرجّح أن يثير بناء مخيم ضخم للاجئين في سيناء ردود فعل متباينة من الجانب الفلسطيني، حيث قد يرى البعض فيه خطوة إيجابية من مصر لتخفيف معاناة اللاجئين، بينما قد يرى آخرون أنه يُمثل عبئا على مصر ويُشكل خطرا على الأمن القومي المصري.
