متابعة
شهدت أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب ارتفاعا صاروخيا بعد حلول عيد الفطر، لتصل إلى مستويات قياسية لم يسبق لها مثيل.
فقد قفز سعر كيلوغرام لحم الأغنام بالجملة إلى 120 درهم، متجاوزا لأول مرة حاجز المائة درهم، بينما وصل سعر لحم البقر إلى 90 درهما للكيلوغرام.
وأرجع مهنيو القطاع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها تداعيات الجفاف المتواصلة التي خلفتها أزمة نقص الموارد المائية، والتي أدت بدورها إلى غلاء أسعار الأعلاف.
كما يلعب اختلال التوازن بين العرض والطلب في السوق دورًا هامًا في هذا الارتفاع، خاصة مع تراجع أعداد الرؤوس الموجهة إلى الذبح، ناهيك عن ضعف عمليات الاستيراد بسبب الإجراءات المعقدة التي يفرضها المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغذائية.
مخطط المغرب الأخضر: وعود لم تتحقق
يُثير هذا الارتفاع تساؤلات حول جدوى مخطط المغرب الأخضر، الذي أُطلق سنة 2008 كأول استراتيجية فلاحية من نوعها تهدف إلى تكثيف الإنتاج والاستثمار في سلاسل الإنتاج الفلاحي، بما في ذلك قطاع اللحوم الحمراء.
ويُشير مهنيو القطاع إلى أن المخطط لم يحقق الأهداف المرجوة منه، ولم يُسهم في تحسين وضعية القطاع، بل على العكس من ذلك، استفادت منه فئة محدودة من الكسابة والتعاونيات الكبرى، بينما ظل أصحاب المجازر والمحلات الصغيرة يعانون من الإقصاء والتهميش.
هذا، ويُطالب مهنيو قطاع اللحوم الحمراء الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لوقف الارتفاع الصاروخي في الأسعار، من خلال إعادة النظر في الإجراءات المعقدة التي تُعيق عمليات الاستيراد، وإعادة منح رخص استيراد العجول للمهنيين، وتفعيل مخطط المغرب الأخضر بشكل عادل يشمل جميع الفاعلين في القطاع.
