lwatan.com
طالب رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، بعزل رئيس مقاطعة المرينيين بفاس، خالد الحجوبي، على خلفية إطلاق إسم والده على أحد الشوارع بالمدينة، داعيا وزير الداخلية إلى التدخل لفتح بحث معمق حول هذه الواقعة وترتيب الجزاءات القانونية لذلك.
واعتبر المحامي بهيئة مراكش، محمد الغلوسي، أن قرار رئيس مقاطعة المرينيين ومعه مجلس المقاطعة الذي صادق على القرار، انحرافا أخلاقيا يمس بأخلاقيات المرفق العمومي ويؤسس للتمييز وعدم المساواة بين الناس، مضيفا أنه “يكرس الإنطباع السائد بكون المرفق العمومي والمؤسسات العمومية ماهي إلا أدوات لخدمة المصالح الخاصة وهو ما من شأنه أن يساهم في تعميق شيوع الفساد والريع في الحياة العامة”.
وأوضح الغلوسي، في تدوينة على حسابه الشخصي بمنصة “فيسبوك” أن “الفصل 235 من القانون التنظيمي رقم 14-113 الخاص بالجماعات المحلية يحدد مهام مجالس المقاطعات ومن ضمنها حق هذه المجالس في اقتراح تسمية الشوارع بأسماء معينة”، مضيفا أن “اقتراح المجالس يرفع للمجلس الجماعي للمدينة الذي يتولى مناقشة الاقتراح ويصادق عليه”.
وأضاف المصدر ذاته أنه “من الناحية القانونية فإن مجلس مقاطعة المرينيين بفاس خول لنفسه حق التصويت والمصادقة على قرار ليس من اختصاصه”، معتبرا أن ” ما اقدم عليه رئيس مجلس مقاطعة فاس بتسمية أحد شوارع المدينة باسم والده لا يمكن النظر إليه إلا من زاوية ربط مصالح خاصة مع الجماعة بمدلول الفصل 65 من القانون التنظيمي المذكور والذي يتحدث عن ربط عضو من أعضاء الجماعة مصالح خاصة مع هذه الأخيرة”.
وتابع، “الفصل المذكور استعمل مفهوم “المصلحة ” بشكل مطلق أي أن المشرع لم ينظر إلى المصلحة بمفهومها الضيق كمصلحة مادية مباشرة تدر فائدة على العضو الجماعي ،بل إنه ذهب بعيدا وجعل مفهوم المصلحة واسعا يشمل أيضا تلك المصلحة المعنوية والتي تحقق للعضو المنتخب فائدة ومصلحة رمزية تعطيه حظوة داخل المجتمع تمكن هذا الأخير من التعرف عليه ومنحه أصواتا انتخابية دون الحاجة إلى القيام بحملة انتخابية ومكاسب أخرى كنتيجة لذلك”.
ومن جهته أوضح رئيس مقاطعة المرينيين، خالد الحجوبي، في تصريح لجريدة “عبر”، أنه توصل بمراسلة من مندوبية المقاومة وأعضاء جيش التحرير، تتضمن إطلاق إسم والده على أحد الشوارع، مؤكدا أن الإقتراح لم يكن شخصيا وأنه رفض ذلك، لافتا أن رفضه سبق وأن أكده المندوب في تصريح مسجل.
وأضاف الحجوبي أنه “لا يمكن أن يتم إزالة إسم شارع وتغييره بإسم آخر”، وأن الصخب الذي رافق هذه الحملة هو مسألة سياسية، مبرزا أن “لائحة أسماء الشوارع تم تقديمها من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتم المصادقة عليها بالإجماع من طرف المستشارين داخل المقاطعة، في احترام تام لجميع الضوابط القانونية”.
وشدد الحجوبي على أنه يملك كل الوثائق التي تثبت صدق كلامه، وأنه يعلم جيدا قيمة والده، وهناك عدة شوارع تحمل إسمه في مدن أخرى، غير أنه واجه إصرارا بعلة أنه “اشتغل في فاس فيجب تضمين إسمه في فاس”.