جو حطاب والفيديو المحذوف: هل تحول التفاهم بين الشعوب إلى قيد سياسي؟

14 أكتوبر، 2024 - 20:58 لنا-الكلمة تابعونا على Lwatan

ياسين الحسناوي

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن لمقاطع فيديو قصيرة أن تشعل موجات من الجدل، وجد اليوتيوبر الأردني جو حطاب نفسه وسط معركة غير متوقعة بعد نشره لمقطع يوثق لحظات ودية بين الشعبين المغربي والجزائري.

وبينما لقي الفيديو استحساناً من العديد من المتابعين، تدخل السفير الجزائري في الإمارات شخصياً مطالباً بحذفه، مما يثير تساؤلات حول دور الحكومات في توجيه النقاشات العامة على هذه المنصات الحديثة.

ليس من الغريب أن تكون العلاقات بين المغرب والجزائر معقدة، ولكن ما يجب أن نتساءل عنه هو: لماذا لا تُحتفى بالمبادرات التي تسعى إلى بناء جسور التواصل بين الشعوب؟ بدلاً من ذلك، نجد أنفسنا أمام صورة من صور الرقابة الذاتية أو حتى الضغط الخارجي، حيث يتدخل المسؤولون بشكل مباشر لمنع النقاشات الإيجابية.

جو حطاب لم يكن ليقصد الإساءة، بل سعى لتسليط الضوء على مواقف إنسانية يمكن أن تساهم في تحسين العلاقات بين الشعبين، غير أن تدخل السفير الجزائري كان بمثابة إنذار يخبرنا بأن السياسة قد تتجاوز مشاعر الناس.

وبالرغم من أن حطاب أشار إلى أن معظم المتابعين من كلا الطرفين أعجبوا بالفيديو، فإن الفئة السياسية الجزائرية اتخذت موقفًا مختلفًا تمامًا، مما يشير إلى وجود فجوة واضحة بين الحكومات والشعوب.

وفي حين أن حطاب حاول الحفاظ على مهنية المحتوى من خلال استشارته لزملائه المغاربة والجزائريين قبل نشر الفيديو، إلا أن الردود العنيفة التي تلقاها من بعض الجزائريين أثبتت أن هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في كيفية تناول العلاقات بين البلدين في وسائل الإعلام، فهل يتوجب على مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي أن يتحملوا وزر السياسة الفاشلة؟ أم يجب أن يظلوا أحرارًا في نقل الصورة الحقيقية للواقع؟

ويبقى السؤال: هل ستستمر الضغوط السياسية في إعاقة التواصل بين الشعوب، أم سنشهد تحولات إيجابية تفتح الأبواب لنقاشات أكثر موضوعية بين المغرب والجزائر؟ إن الوضع الراهن يتطلب من الجميع، حكومات وشعوب، أن يعوا أن العلاقات الإنسانية لا ينبغي أن تكون رهينة للاعتبارات السياسية، بل يجب أن تُبنى على قيم التفاهم والاحترام المتبادل.