الناظور : رابطة الشباب تطرح “تحديات تعديل مدونةالأسرة..” على طاولة النقاش

15 ديسمبر، 2023 - 00:09 Uncategorized تابعونا على Lwatan

lwatan.com / تقرير إخباري

‎في إطار النقاش الدائر حول تعديل مضامين مدونة الأسرة، احتضنت قاعة العروض التابعة للمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور مؤخرا،ندوة وطنية من تنظيم جمعية رابطة الشباب من أجل التنمية والتضامن، وذلك في موضوع: “مدونة الأسرة: تحديات التعديل ومسارات الإصلاح”.


‎الندوة التي قامت بتسييرها الطالبة الباحثة شيماء الواح، والتي قام بصياغة تقريرها الدكتور عمرو اصوفي عرفت استضافة قامات علمية بارزة قدمت مداخلات ذات أهمية وازنة خصوصا إذا علمنا أن الأمر يتعلق بكل من فضيلة الدكتور أحمد خرطة رئيس شعبة القانون الخاص واستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، وكذا الدكتور مراد المدني مستشار بمحكمة الاستئناف بالناظور وأستاذ زائر بنفس الكلية، والأستاذة سليمة فراجي محامية بوجدة وبرلمانية سابقة ونائبة رئيس لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب سابقا، بالإضافة إلى كل من الدكتور الميلود كعواس أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور وعضو بالمجلس العلمي المحلي والأستاذة ليلى أملي رئيسة جمعية ايادي حرة.


‎فبعد الاستهلال بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ثم الاستماع للنشيد الوطني، وبعد الكلمة الترحيبية لرئيس الجمعية المنظمة، تم الشروع في تقديم مداخلات المؤطرين
تناول الدكتور ميلود كعواس في مداخلته أسس النقاش المجتمعي حول مدونة الأسرة، وقد حصرت ذلك في خمسة أسس وهي؛ الأول؛ ضرورة احترام هوية الأمة وحضارتها المتمثلة في الإسلام والأعراف والتقاليد التي نشأت في ضوئه.
الثاني؛ الالتزام بالمرجعية التشريعية التي تستند إليها مدونة الأسرة والمتمثلة في المذهب المالكي.
الثالث؛ عدم التجاسر على النصوص القطعية من القرآن والسنة.
الرابع؛ عدم الانحياز في التعديلات المرتقبة لعنصر واحد داخل الأسرة، فالمدونة ينتظر منها انصاف الرجل والمرأة والأولاد والوالدين.
الخامس؛ التركيز في النقاش على المشاكل الأسرية الكبرى كارتفاع نسب الطلاق وانخفاض نسب الزواج والتحولات القيمية الخطرة كالعنف الأسري وتداعيات التطور التكنولوجي والإعلام الرقمي وغيرها.


‎ أما الدكتور مراد المدني ناقش موضوع “زواج القاصرات” مبرزا في بداية كلمته أن هذا الإشكال يبقى دائما مطروحا على طاولة النقاش ليتراوح بين إمكانيات إبقائه أو إلغائه أو تعديله مستطردا أن الاجتهادات في الفقه الإسلامي ميزت بين قائلين بأن هذا الزواج مباح وقائلين آخرين بأنه لا يجوز. وأضاف الدكتور بأنه منذ سنة 2004 ومدونة الأسرة هي محل انتقاد من طرف جهات معينة سياسية وايديولوجية، ليعود بعدها إلى تبيان أن نسب زواج القاصرات تختلف بين المدينة والبادية تبعا للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يستوجب الدعوة إلى استحضار حل وسط عبر تمكين القضاء من سلطة تقديرية في هذا الشأن.


‎فضيلة الدكتور سيدي أحمد خرطة الذي لا يترك مشاركة إلا وبصمها بثروته العلمية وتجربته الواسعة، قدم مداخلته في موضوع: “المصوغات الشرعية والقانونية لتعديل نظام الإرث”، حيث قال في هذا الصدد بأن الإسلام لا يمنع الانسان في حياته من العطاء بين الأولاد حسب ما يشاء وما يراه مناسبا، مردفا أن الإسلام فصل كل شيء على أساس العدل وليس على أساس المساواة. ولتبرير ذلك، فقد استحضر فضيلته التجربة التونسية التي سنت المساواة في الإرث بين الذكر والأنثى، فتبين بعدها أن المرأة تضيع في أكثر من 25 حالة، مما حذا بدكتورنا الفاضل إلى التأكيد على أن العدل الإلاهي يبقى أرحم وأنفع للمرأة.
‎وفي ختام مداخلته القيمة، قدم أستاذ الأجيال الدكتور أحمد خرطة مجموعة من اجتهاداته الشخصية في مجال التعصيب، والتي تهدف إلى حماية حقوق البنات في إطار الفقه القانوني.


‎أما الأستاذة سليمة فراجي، فقد تحدثت في موضوع: “مدونة الأسرة بين النص القانوني والعمل القضائي” مشيرة إلى أن مدونة الأسرة تبقى محصنة من ناحية الفقه الإسلامي مع فتح المجال لتدخل بعض بنود القانون الوضعي. هكذا إذن قدمت تحليلها لبعض مواد المدونة ولبعض بنود الاتفاقيات الدولية المهتمة بحقوق الطفل موضحة أن كل مراجعة للدستور لا يمكنها طبعا أن تكون متعارضة مغ التشريع الإسلامي.
‎لقد كانت بالفعل ندوة في مستوى الآمال المعقودة عليها.. ولاشك أن صداها سيكون مؤثرا بالنظر إلى حمولتها الفكرية والعلمية.


و تميزت مداخلة الاستاذة ليلى أملي بضرورة القضاء على كل ما يمس من كرامة الانسان ، وخصوصا ما تعلق منه بالقضاء على تزويج الطفلات وفسح المجال أكثر للاطفال للدراسة ومحاربة كل مظاهر الهدر المدرسي ، كما تطرقت للمواضيع أحقية الام في حضانة أبنائها وايضا المساواة في موضوع الولاية على الاطفال ، وايضا تقنين المادة 49 بتمكين المقبلين على الزواج بوثيقة اضافية تتعلق باقتسام الممتلكات . واكدت اننا في فترة مهمة تحتم التفكير بجدية في اخراج مدونة أسرة تحمي حقوق الاسرة وان التركيز على النساء فقط لانهن الاكثر عرضة للعنف والتتهميش والإحصاء مما يحتم ثورة ثقافية تقضي على العقلية الذكورية المرتبطة بالعادات والتقاليد والموروث للثقاقي.