في تطورات تكشف عنها يوماً بعد يوم، يتبيّن بوضوح متزايد أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ليس بالشخص الذي ظهر في البداية، بل أصبح بمثابة ماريونيت تحكمها سلطات أخرى على مستوى الكابرانات.
يظهر ذلك بوضوح من خلال التناقضات الكبيرة في خطبه ومواقفه السياسية، والتي تتعلق أساساً بموقفه من القضية الفلسطينية.
عندما تولى تبون منصب الرئاسة، كان يظهر كشخص يدعم بشكل قوي فلسطين ويعارض دولة إسرائيل، وحتى وصفها بـ”الكيان الصهيوني”.
ومن ثم، هاجم الدول التي تطبعت أو جددت علاقاتها مع إسرائيل، بما في ذلك المغرب. ولكن عندما واجه تبون منعرجاً حقيقياً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحولت مواقفه بشكل ملحوظ.
في تلك الجلسة، تجنب تبون التعبير بأي شكل من الأشكال عن موقف مناهض لإسرائيل، حتى أن الممثل الإسرائيلي كان حاضراً في القاعة. هذا التحول في موقفه يثير الاستفسار حول مصداقية مواقفه السابقة.
حل الدولتين
أكثر ما يثير الدهشة هو أن تبون بدأ يدعو إلى دعم “حل الدولتين”، وهو اعتراف صريح بدولة إسرائيل، وهذا يشير إلى أن مواقفه السابقة كانت مجرد شعارات استهلاكية لتهدئة الرأي العام الجزائري.
وفي المقابل، لم يجد تبون مشكلة في المطالبة بتقسيم الجارة المغرب، البلد الذي كان داعمًا حاسمًا لثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، وهذا التغيير الكبير في سياسته الخارجية يثير تساؤلات حول العوامل التي تدفعه نحو هذا التحول المفاجئ في مواقفه.
ياسين الحسناوي
