مجرد رأي:هل سيكون (مغريضو) عملا يُشعرنا أننا أمام إنتاج يستحق وقتنا وفكرنا ومتابعتنا

15 سبتمبر، 2020 - 17:11 الرئيسية تابعونا على Lwatan

بقلم محمد بوتخريط

“مغريضو وصل لنهاية تصويره..” يقول كاتب سيناريو المسلسل محمد بوزكو في تدوينة نشرها اليوم عبر صفحته على الفيسبوك..

على الرغم من الإجراءات الوقائية والاحترازية غير المسبوقة، لمواجهة انتشار فيروس “كورونا” منذ مارس الماضي، إلا أن صناع الدراما في الريف أصرّوا على اللحاق بالركب وإمتاع جمهورهم المتعطش للفن الاصيل ، فقاموا باستئناف التصوير مرة أخرى عقب التوقف لمدة أشهر .. مع التأكيد طبعا على ضرورة توخي الحيطة والحذر واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة .
أصرّت أسرة المسلسل على استئناف العمل ، ليصل اليوم لنهاية تصويره..
المسلسل الذي يجسد أدوار البطولة فيه كل من ميمون زانون ، فاروق ازبانط ، سميرة مصلوحي، نوميديا، ابتسام عباسي ، شيماء علاوي ، بنعيسى المستيري، عبد الله أنس ، طارق الشامي ، سيليا الزياني، رفيق برجال، رشيد امعطوك، محمد سلطانة، محمد بنعسيد، محمد المكنوزي، عدنان الراشدي ، الطيب المعاش، مريم السالمي ، سارة المصلوحي، وآخرون ، والقصة من تأليف محمد بوزكو ، وإخراج طارق الادريسي ، وإنتاج شركة تازيري .

طبعا ، يسعدنا نحن جمهور الاعمال الامازيغية و الريفية منها على الخصوص كل مرة من جديد مشاهدة عمل درامي يدهشنا ويذكرنا أننا مشاهدين أذكياء ومتلقٍين واعٍين ومدركين . يكفينا أن العمل – مسلسلاً كان أو فيلماً – يشعرنا بالراحة وبالأمل وأننا أمام إنتاج يستحق وقتنا وفكرنا ومتابعتنا.
فهل سيكون ( مغريضو ) أحد هذه الأعمال ؟ .

عوّدنا المخرج طارق الادريسي على الأعمال التي تحترمنا، مُخرج ولد وترعرع بالريف .. الطموح والتحدي هي الاسلحة التي حملها طارق في رحلته في عالم السينما ..بعد ان غادر المغرب عبر القوارب التي يوظفها أحيانا في اعماله ، درس السينما ، حصل على شهادات في الإخراج السينمائي والتلفزيوني من اسبانيا ، قدّم كمّاً من الاعمال المتميزة و له باعاً في الاخراج السينمائي ( “أرهاج” ،”الريف 58ـ59″ ، “رحلة خديجة” و “صوت ثامزغا” ) … والآن “مغريضو”..

وأما مؤلف العمل فهو الأستاذ الكاتب والسيناريست محمد بوزكو ابن آيث سعيد صاحب رصيد متميز من المسلسلات التي تعتبر بصمة هامة في الدراما في الريف والثقافة الامازيغية عموماً وله العديد من الكتابات المميزة…كتاباته لا تشبه كل الكتابات تحمل في مضامينها رائحة التراث كذاك الذي يصلنا عبر الجدات والأجداد.
كتابة السيناريو عنده ، هي من نوع خاص… حكايات تعيش في الذاكرة ومعها، كحكايات الجدات و أغنيات العيد، المملوءة بالحكم والدروس.هي قصص وحكايات ، تنهل من الماضي أجمل قيمه، وتستقي من التراث أروع معانيه، بروائعه التي تركها أجدادنا في عُهدة الذاكرة، ينقلها لنا محمد بوزكو في كتاباته وفي أعماله. ليبقى هو الحلقة الاهم فيما تصلنا من الاعمال التي يشارك فيها ، باعتبار ان السيناريست هو العنصر الأهم في أي عمل فني سواء كان سينمائي أو تلفزيون، هذا على الرغم من ان البعض لا يفهم ذلك الامر ولا يعطي السيناريست المكانة التي يستحقها.
سبق وأمتعنا بالعديد من الروائع ..أمتعنا بقصصه ومعالجاته الدرامية والحوار الامازيغي الرشيق والنظيف، وهذا ليس غريباً على صاحب “ميمونت” ذاك العمل الدرامي بكل أبعاده التراثية والثقافية، وعمقه الفني والإبداعي، عمل تكاملت عناصره المختلفة وحققت لها الإتقان والتميز. كما سبق وأن أخرج أعمالاً أخرى من تلك التي أثارت تساؤلات ومناقشات بعد عرضها، نذكر منها ” خميس 84″ …

ممثلين أبانوا في مناسبات عدة عن تقنية كبيرة في الأداء، تعرفنا عليهم من خلال أفلام سينمائية ومسلسلات وسيتكومات أبانوا فيها عن إمكاناتهم المتعددة، بل وتميزهم في أداء الأدوار المركبة ..
وممثلين هواة أبانوا عن قدرات هائلة في التمثيل و التعامل مع أحداث الشخصيات التي يؤدونها .
هم خريجي احلامهم وحبهم للتمثيل ،أصحاب طموح ومواهب منحتهم حضوراً أكثر من بعض الذين درسوا التمثيل والأداء وتعلموه، سيما أنّ كثيرين منهم مثقفين ومتخرجين من جامعات وإن كانت بعيدة عن السينما والمسرح ، إلا أنها أسهمت كثيرا في إغناء مواهبهم وأدائهم التمثيلي.
فهل سيكون ( مغريضو) عملا يُشعرنا أننا أمام إنتاج يستحق وقتنا وفكرنا ومتابعتنا ؟
الممثلون كما السيناريست ومخرج العمل يؤكدون ان اجواء التصوير كانت جيدة ،وأن العمل سيكون جيدا نظراً لما يقدمونه في سبيل خدمة العمل ومواكبة تطلعات وإرضاء المشاهد …ولما يحملونه من افكار واطروحات جديدة وما يقدمونه للمشاهد من أحداث واقعية ، ويأملون من خلال كل هذا ان يفيدون المشاهد ويقدمون له ما يليق…
هذه العناصر و كلها حين تجتمع في عمل ما قد تؤدي -لا محالة- الى نجاحه … وعندما تجتمع البساطة مع العمق والموهبة ومعانقة الواقع يكون العمل أخّاذا أكثر ..
والفنان في الريف اليوم، تشكل وعيه في دروب الواقع ، وانسجامه معه يسمح له بالرؤية الناقدة، كما إن تطلعه نحو الأفضل يؤهله ليكون خالق البدائل الأكثر انسجاما مع المستقبل..

ريفنا يضم الكثير من المبدعين والمبدعات وهم لا ينتظرون منا اكثر من الاحترام اولاً … ثم الدعم والتشجيع.
فشكرا لكل فنان يحترم نفسه ومشاهديه وقدر ذكاءهم وفكرهم وعقلياتهم.

ها نحن اليوم سننتظر بكل ترقب و بفارغ الصبر بدء عرض ” مغريضو” لأننا نتذوق من خلال مثل هذه الاعمال نكهة تراثنا وثقافتنا…وواقعنا.
أملنا أن يكون “مغريضو” عملا يُشعرنا فعلا أننا أمام إنتاج يستحق وقتنا وفكرنا ومتابعتنا.