أسماء وأسئلة.. رضوان بن شيكار يُحاور الكاتب الناظوري الخضر الورياشي

14 مايو، 2020 - 14:46 ثقافة وفنون تابعونا على Lwatan

اسماء وأسئلة : إعداد : رضوان بن شيكار

تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة. ضيف حلقة الاسبوع الكاتب : الخضر الورياشي

.

(1) كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟

الخضر الورياشي من مدينة الناظور، من مواليد برج الدلو، وفي شهر مختلف عن باقي الشهور، إذ هو ناقص في أيامه، ويظل يجهد نفسه كي يصير مثل باقي الشهور، وبالكاد يحرز يوما مضافا بعد كل أربع سنوات!.. متزوج ولي ولدان وبنت، وأعمل كتبيا (على قد الحال والمال).

(2) ماذا تقرأ الآن وماهو افضل كتاب قرأته ؟

أقرأ الآن كتابين مختلفين، وهي عادتي في القراءة اليومية؛ رواية وكتاب في النقد أو الفكر أو السيرة، وبما أننا في شهر رمضان أزيد عليهما القرآن الكريم، وأحيانا كتابا في التفسير أو الحديث.

يصعب علي أن أقرر أفضل كتاب قرأته.. كتب كثيرة قرأتها وأعجبت بها حينئذ. لكن آخر كتاب قرأته وفتنت به هو رواية (عداء الطائرة الورقية) لخالد حسيني.

(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟

لا أتذكر بالتحديد متى بدأت الكتابة، طبعا سؤالك يتحدد بالكتابة الأدبية/الفنية، ومع ذلك أظن أني بدأت هذا النوع من الكتابة عندما كنت أكتب رسائل الغرام لي ولأصدقائي في طور المراهقة.

لماذا أكتب؟ هذا السؤال بالنسبة إلي يشبه لماذا آكل وأشرب وأفرح وأحزن وأحب وأكره؟! أكتب لأني لا أحسن التعبير عن عواطفي وانفعالاتي وأفكاري وأحلامي وأشواقي وأشواكي إلا بالكتابة. ولو كنت أتوفر على وسيلة أخرى تتقن التعبير عني أفضل من الكتابة لاتخذتها وسيلة!

(4) ماذا تمثل مدينة الناظور بالنسبة لك؟

مدينة الناظور تمثل بالنسبة إلي “مسقط” رأسي، لذا مهما حاولت أن أرفعه عن الأرض فإنه لا يرتفع، لأن طبيعة الذين يرتفعون فيها ليسوا مثلي، ولست مثلهم… وكما قلت في أول السؤال أنا من مواليد شهر ناقص، وبرجي الدلو، ليس العقرب ولا الأسد ولا الثور لا باقي الحيوانات!ماذا تك

وماهو افضل كتاب قرأته

(5) هل انت راض على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟

أي انتاجات تسألني عنها؟.. القصص والمقالات والحوارات؟!.. هذه ليست انتاجات على غرار انتاجات المأكولات والملبوسات والمركوبات والمخدرات… هي كلام في الهواء، أو أنها مثل (العلكة) يخرج منها بعض النكهة في أول عملية المضغ، ثم تتلاشى، وتصبح مجرد مادة للاجترار، لا تسمن ولا تغني من جوع… بكل صراحة: لست راضيا عما “أقوم به”، ربما ستقول ويقول آخرون: ولماذا تقوم به؟.. سأقول: هي ورطة وقعت فيها.. أو شر سقطت فيه!

(6) متى ستحرق اوراقك وتعتزل بشكل نهائي؟

أوراقي؟!.. ليست لدي أي أوراق.. زمن الأوراق ولى في زمن الكمبيوتر والانترنت والهواتف الذكية والأقراص المدمجة والشرائح الصغيرة جدا… ما يحدث أن يتسلل أحدهم إلى هذه الممتلكات الوهمية/ الافتراضية، ويضغط ضغطة واحدة خفيفة خفية، فتصير من المفقودات، وتخبرك الشاشة أن لا توجد فيها ملفات. أما متى أعتزل.. لست لاعب كرة قدم.. ولا نجما سينمائيا.. ولا مطربا مشهورا… فأتدلل على الجمهور وأفاجئهم بخبر الاعتزال.. هذا ترف لا أملكه.. وأصلا من أكون؟.. وماذا أقدم للناس كي أعتزل؟!… صديقي: لا أحب التوهم والعيش في الأوهام!

(7) ماهو العمل الذي تمنيت ان تكون كاتبه ولك طقوس خاصة للكتابة؟

العمل الذي تمنيت كتابته (مسرور ومقرور) لمؤلفه أحمد بهجت.. حين قرأته شعرت أنه كان في إمكاني أن أكتب مثله! أما طقوس الكتابة، فليست لدي طقوس محددة للكتابة.. وقد سبق أن سألني الصديق الأستاذ ميمون حرش، فأجبته عنه.

ولا بأس أن أكرر الجواب هنا: ليست لدي طقوس لا في الكتابة، ولا في غير الكتابة، لا أؤمن بالطقوس، ولا أتخذ أوثانا، ولا أقتدي بأولئك الذين يحدثوننا عن طقوسهم وشعائرهم في الكتابة، فيصفون لنا الأجواء التي يكتبون فيها، والعادات التي يتقيدون بها، فيذكرون القهوة أو الموسيقى أو الشموع أو البخور، أو يحددون أوقاتهم في النهار أو الليل…! أنا يا سيدي ويا مولاي عبد للكتابة، أو قل حصان بري، ما إن يركبني شيطان الكتابة حتى أصهل، وأحمحم، وأنطلق أعدو بين السطور، فأصعد تارة، وأهبط تارة أخرى، وأركض بمعدلات سرعة مختلفة على حسب التضاريس.. وأدوس على الأخضر مرة، وعلى اليابس مرة أخرى.. وأثير النقع طورا، وأتوقف طورا آخر.. وأقطع مسافات طويلة أو قصيرة، ولا أهدأ إلا حين ينزل عني شيطان الكتابة!

(8) ماهو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالناظور؟وما هو دور المثقف او المبدع في التغيير؟

الثقافة في الناظور مثلها مثل أناسها؛ هي معادن مثلما هم معادن.. فيها الذهب والفضة والنحاس والقصدير والزنك والحديد والخشب.. فيها الأصيل وفيها المزيف.. فيها الطيب وفيها الخبيث.. فيها ما هو لوجه الله والثقافة والخير والحق والجمال وفيها ما دون ذلك ولغير ذلك.

لدينا نوعان رئيسيان من المثقفين.. مثقفو الكتب والمراجع والأبحاث “العلمية”.. وهي ليست من العلم الحقيقي في شيء، وهؤلاء تجدهم في الكليات والمعاهد والمراكز والمنابر الإعلامية والوعظية… ومثقفو الحياة وهؤلاء يخوضون المعارك اليومية التي يشترك فيها كل طبقات الشعب وشرائح المجتمع… وهؤلاء هم المثقفون الحقيقيون في نظري، لأنهم يخدمون الناس في قضاياهم الملحة المعاشة الملموسة، وليس قضايا الأفكار المجردة والنحو والبلاغة والترجمة والنقل من الشرق والغرب.

(9)ماذا تعني ان تعيش عزلة اجبارية وربما حرية اقل؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟

شخصيا لا أعيش أي عزلة إجبارية.. أنا في سفر دائم مع الروايات والحكايات وتجارب الأفراد والجماعات والشعوب والأمم.. وعن نفسي أحب حياة العزلة والانفراد في البيت مع كتبي وأهل بيتي، أكثر من حياة الخارج والشارع والمقهى. لا أشعر بقيود كبيرة.. وبخاصة أن وسائل نشر الأفكار والآراء صارت متاحة، ويمكن لأي شخص أن يباشر في الاعلان عن أحاديثه أو يتحايل في ذلك.. المهم أن القيود صارت ضعيفة وهشة.

(10) شخصية من الماضي تود لقاءها ولماذا ؟

شخصية من الماضي أود لقاءها: نجيب محفوظ.. أما لماذا؟.. فلأني معجب بأدبه وبشخصيته وبعمله وإنسانيته ونظام حياته وكتابته.

(11) ماذا كنت ستغير في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟

لو أتيحت لي فرصة للبدء من جديد لسعيت أن أهاجر إلى الغرب؛ لأني أعشق النظام وتطبيق القوانين بالتساوي بين الشعب حكاما ومحكومين.. ثم لعملت على تعلم العزف على آلة موسيقية وبخاصة العود.

(12) اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟

أجمل ذكرى أيام ميلاد أبنائي. وأسوأ ذكرى يوم انقطاعي عن متابعة دراستي الجامعية.

(13) كلمة اخيرة او شئ تود الحديث عنه؟

أدعو الله أن يخرج من أصلابنا جيل خيرا من جيلنا الحاضر، ويعيش حياة أنظف من حياتنا في شتى الميادين.